• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

6. القيام بشعائر الإسلام و التخلُّقُ بالخصال الحميدة

الجَنَّةُ لَهم، فهَنيئاً لهم، ما على أحدِكم أنْ لو شاء لنالَ هذا كُلَّه.

قال، قلتُ: بماذا جَعَلَنِي الله فداك؟ قال: تكونُ معهم فَتَسُرُّنا بإدخالِ السرور على المؤمنين مِنْ شيعتنا، فكُنْ منهم يامحمّدُ(1).

واعلم أنّ هذا ثوابٌ كريمٌ لكنّه موضعُ الخطرِ الوخيم والغُرور العظيم; فإنّ زَهْرَةَ الدنيا وحُبَّ الرئاسِة والاستعلاءِ، إذا نَبَتا في القَلب غَطَّيا عليه كثيراً مِنْ طُرُقِ الصواب والمقاصدِ االصحيحةِ الموجِبةِ للثوابِ، فلابُدَّ مِنَ التَّيَقُّظِ في هذا الباب.

السادس: أن يُحافِظَ على القيام بشعائرِ الإسلام وظواهرِ الأحكام، كإقامة الصَلَوات في مساجدِ الجماعات محافظاً على شريف الأوقات، وإفشاء السلام للخاصّ والعام مُبتدئاً ومُجيباً، والأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر والصبرِ على الأذى بسبب ذلك، صادِعاً بالحقِّ، باذلاً نفسَه للّه، لا يخاف لومةَ لائم، مُتَأسِّياً في ذلك بالنبيِّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وغيرِهِ من الأنبياء، مُتَذَكّراً ما نزل بهم مِن الِمحَنِ عند القيام بأوامرِ الله تعالى.

ولا يرضى مِنْ أفعاله الظاهرة والباطنة بالجائز، بل يأخُذُ نفسَه بأحسنِها وأكْمَلِها; فإنّ العلماءَ هُمُ القُدْوةُ وإليهم المرجِعُ، وهم حُجَّة الله تعالى على العوامِّ. وقد يُراقِبُهم للأخذ منهم مَنْ لا ينظُرون إليه، ويَقْتَديْ بهم مَنْ لا يَعْلَمون به.

وإذا لمَ يْنَتفعِ العالمُ بعلمه فغيرهُ أبعدُ عن الانتفاع به، ولهذا عَظُمَتْ زَلَّةُ العالمِ لِما يَتَرَتَّبُ عليها من المفاسِدِ.

مِن السخاءِ والجود، وطَلاقةِ الوجهِ مِن غير خروج عن الاعتدال، وكَظْمِ الغَيْظِ، وكَفّ الأذى واحتمالهِ، والصبرِ والـمُروَّةِ، والتَنَزُّهِ عن دنيِّ الاكتسابِ، والإيثارِ وتركِ الاستيثار، والإنصافِ وتركِ الاستنصاف، وشكرِ المفضلِ(3) والسعي في قضاء الحاجات وبذل الجاهِ والشَفاعات، والتلَطُّفِ بالفقراء، والتحَبُّبِ إلى الجِيران والأقرِباء، ومجانَبَةِ الإكثار مِن الضِّحك

1 . رجال النجاشي، ص 331 ـ 332، ترجمة محمّد بن إسماعيل بن بزيع، مع اختلاف يسير جدّاً.

2 . «الخلَّة: مثل الخصْلَة وزناً ومعنىً، والجمع: خِلال» (المصباح المنير، ص 216، «خلل»).

3 . والْـمُـفْـضِل اسم فاعل من أفْضَلَ عليه، أي أحسَنَ إليه.