• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

2. استعمال العلم

وبالجملة، فمعرفةُ حقيقة الإخلاص والعملُ به بحرٌ عميقٌ يَغْرَقُ فيه الجميعُ إلاّ الشاذَّ النادرَ المستثنى في قوله تعالى: ( إلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ المخْلَصِينَ)(1) فليكن العبدُ شديدَ التفقُّدِ والمراقبةِ لهذه الدقائق، وإلاّ التَحَقَ بأتباع الشياطين وهو لا يَشْعُرُ.

الثاني: استعمال ما يَعْلَمُهُ كُلٌّ منهما شيئاً فشَيئاً; فإنّ العاقِلَ هَمُّهُ الرِعاية، والجاهلَ هَمُّه الروايةُ، وقد رُوِيَ عن عليّ(عليه السلام) أنّه قال:

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «العلماء رجلان: رجلٌ عالمٌ آخِذٌ بعلمه، فهذا ناج، وعالمٌ تاركٌ لِعلمه، فهذا هالكٌ. وإنّ أهلَ النار لَيَتأذّوْنَ من ريح العالمِ التارِكِ لعلمه.

وإنّ أشدَّ أهلِ النارِ نَدامةً وحَسرةً رجلٌ دَعا عبداً إلى الله تبارك وتَعالى فاستجابَ له وقَبِلَ منه، فأطاعَ الله فأدخلَه الجنَّةَ، وأدْخَلَ الداعِيَ النارَ بتركه عِلْمه، واتّباعِه الهوى، وطولِ الأملِ; أمّا اتّباعُ الهوى فَيَصُدُّ عن الحقِّ، وطولُ الأمل يُنْسِي الآخِرةَ»(2).

وعن أبي عبد الله(عليه السلام) قال:

«إنّ العالِمَ إذا لم يَعْمَلْ بعلمه زَلَّتْ موعظتُه عن القلوبِ كما يَزِلُّ المَطَرُ عن الصَفا»(3). وجاء رجل إلى عليّ بن الحسين(عليهما السلام) فسألَه عن مَسائلَ، فأجابَ، ثُمَّ عادَ لِيَسْأَلَ مثلَها، فقال عليّ بن الحسين(عليهما السلام):

مكتوبٌ في الإنجيل: «لا تَطْلُبُوا علمَ مالا تَعلمونَ ولمّا تَعْمَلُوا بما عَلِمْتُم; فإنّ العلمَ إذا لم يُعْمَل به لَمْ يَزِدْ صاحبَه إلاّ كُفْراً، ولم يَزْدَدْ مِنَ الله إلاّ بُعداً»(4).

وقال أمير المؤمنين(عليه السلام) في كلام له خَطَبَه على المنبر:

أيُّهَا الناسُ إذا عَلِمْتُم فاعْمُلوا بما عَلِمْتُم لعلّكم تَهتدونَ; إنّ العالمَ العامِلَ بغيره كالجاهلِ الحائرِ الذي لا يَسْتَفيقُ عن جهله، بل قد رأيتُ أنّ الحُجَّةَ عليه أعظمُ

1 . الحجر (15): 40.

2 . الكافي، ج 1، ص 44، باب استعمال العلم، ح 1.

3 . الكافي، ج 1، ص 44، باب استعمال العلم، ح 3.

4 . الكافي، ج 1، ص 44، باب استعمال العلم، ح 4.