• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

تتمة الکتاب في نصائح مهمة لطلاب العلوم

اِعلم (وفَّقَكَ الله تعالى) أنِّي قد أوْضَحْتُ لكَ السبيلَ، وعَلَّمْتُكَ كيفيّةَ المسير، وَبَيَّنْتُ لك كمالَ الآداب، وحَـثَـثْـتُـكَ على دخول هذا البابِ; فعليكَ بالجِدِّ والتشمير، واغتنام أيّام عمرِك القصير، في اقتناء الفضائل النفسانيّة، والحصولِ على الملكاتِ العِلميّة; فإنّها سببٌ لسعادتك المؤَبَّدة، وموجبةٌ لكمال النِعمة المخَلَّدَة; فإنّها مِن كمالات نفسك الإنسانيّة، وهي باقية أبداً لا تُعْدَمُ، كما تَحَقَّقَ في العلوم الحِكْمِيَّة، ودَلَّتْ عليه الآياتُ القرآنيّة والأخبار النبويّة، فتقصيرك في تحصيل الكمال في أيّام هذه المهلة القليلةِ موجبٌ لدوام حسرتك الطويلة.

واعْتَبِرْ في نفسك الآنَ إنْ كنتَ ذا بصيرة أنّك لا تَرْضى بالقُصور عن أبناء نوعك مِنْ بلدك أو محلّتك، وتَتَأَلَّمُ بزيادةِ علمِهم على علمك وارتفاعِ شأنهم على شأنك، مع أنّك و هم في دار خسيسة، وعيشة دنيّة زائلة عمّا قليل، ولا يَكاد يَطَّلِع على نقصك مِن الخارجين عنك إلاّ القليلُ، فكيف تَرْضَى لنفسك إنْ كنتَ عاقلاً بأنْ تكونَ غداً ـ في دار البقاء عند اجتماع جميع العوالم مِن الأنبياء والمرسلين، والشهداءِ، والصالحينَ، والعلماءِ الراسخين، والملائكةِ المقرَّبين; ومنازِلُهم في تلك الدار على قَدْر كمالاتِهم التي حَصَّلُوها في هذه الدار الفانية والمدَّةِ الزائلة ـ في مَوْقِفِ صَفِّ النِعال(144)، وأنتَ الآنَ قادرٌ على درك الكمال، ما هذا إلاّ قصور في العقل أو سُباتٌ،