• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

12. عدم الاهتمام بالمبالغة في حسن الخط، و الاهتمام بصحته

ولا يَخْتَصِرُ الصلاةَ في الكتاب، ولا يَسْأَمُ من تكريرها ولو وقعتْ في السطر مراراً كما يَفْعَلُ بعضُ المحرومين المتخلِّفين من كتابة «صلعم» أو «صلم» أو «صم» أو «صلسم» أو «صله»; فإنّ ذلك كُلَّه خلافُ الأولى والمنصوص.

وأقلّ ما في الإخلال بإكمالها تفويت الثواب العظيم عليها، فقد ورد عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «مَنْ صلّى عليَّ في كتاب لم تزلِ الملائكةُ تَسْتَغْفِرُ له مادام اسمي في ذلك الكتاب»(103). وإذا مرَّ بذكر أحد مِنَ السلف الأعلام كَتَبَ «رَحِمَهُ الله» أو «تَغَمَّدَه الله برحمتِه» ونحو ذلك.

وقد جرتِ العادةُ باختصاص الصلاةِ والسلام بالأنبياء، وينبغي أن يَجْعَلَ للأئِمَّة(عليهم السلام)السلامَ; وإن جاز خلافُ ذلك كلِّه، بل يجوز الصلاة على كلِّ مؤمن، كما دلَّ عليه القرآن والحديث.

وكتابةُ ماذكر ـ من الثناء ونحوه ـ هو دعاء يُنْشِئُه لا كلام يروِيه، فلا يَتَقَيَّدُ فيه بالرواية ولا بإثبات المصنِّف، بل يَكْتُبُه وإنْ سَقَطَ من الأصل المنقول أو المسموع منه.

وإذا وجد شيئاً من ذلك قد جاءت به الرواية أو مذكوراً في التصنيف كانت العناية بإثباته وضبطه أكثرَ. هذا هو الراجحُ ومختارُ الأكثرِ، وينبغي أن يَذْكُرَ السلامَ على النبيِّ مع الصلاة عملاً بظاهر الآية(104)، ولو اقتصر على الصلاة لم يكنْ به بأس.

الثانية عشرة: لا يَهْتَمُّ المشتغِلُ بالعلم بالمبالَغَة في حُسْن الخطِّ وإنّما يَهْتَمُّ بِصِحَّتِهِ وتصحيحه.

ويجتنب التعليقَ جِدّاً، وهو خلط الحروف التي ينبغي تفريقها، والْمشْقَ وهو سرعة الكتابة مع بَعْثَرَةِ الحروف.

ويَنْبغي أن يجتنبَ الكتابةَ الدقيقةَ; لأنّه لا يُنْتَفَعُ بها، أو لا يكمُلُ الانتفاع بها لمن ضَعُفَ نظرُه، وربّما ضَعُفَ نَظَرُ الكاتِبِ نفسِه بعد ذلك; فلا ينتفعُ بها.

قال بعضهم: «اكتُبْ ما يَنْفَعُكَ وقتَ احتياجِكَ إليه، ولا تَـكْـتُـبْ مالا تَـنْـتَـفِعُ به وقتَ الحاجة»(105) أي وقت الكِبرِ وضَعْفِ البَصَرِ. وهذا كلُّه في غير مُسَوَّدات المصنِّفين; فإنّ تأنِّيهم في الكتابة يُفَوِّتُ كثيراً مِن أغراضهم التي