• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

2. وجوب إخلاص النية علي الکاتب في کتابته

وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: «اكْتُبُوا فإنَّكُمْ لا تَحفَظُونَ حتّى تَكتُبُوا»(91). وعن عُبَيْدِ بنِ زُرارَة قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام): «احْتَفِظُوا بِكُتُبِكُمْ ; فإنَّكُم سوفَ تَحْتاجون إليها»(92). وعن المفَضَّلِ بنِ عُمَرَ قال: قال لي أبو عبد الله(عليه السلام): اكْتُبْ وبُثَّ علمَكَ في إخوانك، فإنْ مِتَّ فأوْرِثْ كتبَك بَنِيك، فإنّه يأتي على الناس زمانُ هَرْج لا يَأْنِسُونَ فيه إلاّ بكُتُبِهِمْ(93). وروى الصدوق بإسناده إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أنَّه قال: إنّ المؤمنَ إذا ماتَ وتَرَكَ ورقةً واحدةً عليها علمٌ كانتِ الورقةُ سِتْراً فيما بينَه وبينَ النار، وأعطاه الله تعالى بِكُلِّ حرف مدينةً أوسعَ مِنَ الدنيا ومافيها، ومَنْ جَلَسَ عندَ العالم ساعةً ناداه المَلَكُ: «جلستَ إلى عبدي، وعِزَّتي وجلالي لأُسْكِنَنَّكَ الجنَّةَ معه ولا أُبالي»(94).

الثانيةُ: يجبُ على الكاتبِ إخلاصُ النيّةِ للّه تعالى في كِتابته، كما يَجبُ إخلاصُها في طلبه العلمَ; لأنّها عبادةٌ وضَرْبٌ مِنْ تحصيل العلم وحِفْظِه، والقصدُ بها لغير الله تعالى مِنْ حظوظ النفس والدنيا.

ويزيد عنه ـ خَيراً أو شرّاً ـ أنّه مُوَقِّعٌ بيده ما يكونُ يومَ القيامة حُجَّةٌ له أو عليه، فَلْيَنْظُرْ مايُوَقِّعُه; ويَتَرتَّبُ على خَطِّه ما يَتَرتَّبُ مِنْ خير أو شرٍّ، ومِنْ سُنَّة أو بِدْعَة يُعْمَلُ بها في حياته وبعد موته دهراً طويلاً، فهو شريكٌ في أجرِ مَنْ يَنْتَفِعُ به أو وِزْرِه، فَلْيَنْظُرْ ما يُسَبِّبُه.

ويُعْلَمُ مِنْ ذلك أنّ ثوابَ الكتابة ربما زاد على ثوابِ العلم في بعض الموارد، بسبب كَثْرَةِ الانتفاعِ به ودوامه، ومِنْ هنا جاء تفضيلُ مِدادِ العلماء على دماء الشهداء(95).