• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

12. النفاق

ثاني عشرها: النِفاقُ والمتناظرون يضطرُّونَ إليه; فإنّهم يَلْقَوْنَ الخُصُومَ والأقرانَ وأتباعَهم بوجه مُسالِم، وقلب مُنازع، وربّما يُظْهِرُونَ الحُبَّ والشوقَ إلى لقائهم وفَرائصُهُم مُرْتَعِدةٌ في الحال مِنْ بُغْضِهم، ويَعْلَمُ كُلُّ واحد مِنْ صاحبه أنّه كاذِبٌ فيما يُبْدِيهِ، مُضْمِرٌ خلافَ ما يُظْهِرُه.

وقد قال(صلى الله عليه وآله وسلم): إذا تَعَلَّمَ الناسُ العلمَ، وتَرَكُوا العملَ، وتَحابُّوا بالألْسُنِ وتباغَضُوا بالقلوبِ، وتَقاطَعوا في الأرحام، لعنهم الله عند ذلك; فأصَـمَّـهُمْ وأعْمى أبصارَهم(88). فهذه اثْنَتا عَشْرَةَ خَصْلَةً مُهْلِكَةً، أوّلُها الكِبْرُ المحرِّمُ للجنَّة، وآخِرُها النِفاقُ الموجِبُ للنار، والمتناظرونَ يَتَفاوتون فيها على حسبِ درجاتهم، ولا يَنْفَكُّ أعْظَمُهم دِيناً، وأكثرُهم عقلاً مِن جملةِ موادّ هذه الأخلاق، وإنّما غايتهم إخفاؤها ومجاهَدَةُ النفسِ عن ظهورها للناس، والأمرُ الجامعُ لها طلبُ العلمِ لغير الله.

وبالجملة، فالعلمُ لا يُهْمِلُ العالِمَ أبداً، بل إمّا أنْ يُهْلِكَه ويَشْقِيَه، أو يُسْعِدَه ويُقَرِّبَه من الله تعالى ويُدْنِيَهُ. والله الموفِّقُ.