• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

8. الکبر و الترفع

9. التجسس و تتبع العورات

مامِنْ مؤمن قال في مؤمن مارأتْه عَيناه، وسَمِعَتْه أُذُناه، فهو مِن الَّذين قال الله عزّ وجلّ: ( إنّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أنْ تَشِيعَ الفاحِشَةُ فى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أليمٌ)(76). والكلام في الغِيبة يطولُ، والغرضُ هنا الإشارةُ إلى أُصول هذه الرذائل.

ثامنُها: الكِبْرُ والتَرَفُّعُ، والمناظَرَةُ لا تَنْفَكُّ عن التَكبُّرِ على الأقران والأمثال، والتَرفُّعِ فوقَ المقدار في الهيئات والمجالس، وعن إنكارِ كلامِ خَصْمِهم، وإنْ لاحَ كونُه حقّاً; حَذَراً مِنْ ظهور غلبتهم.

ولا يُصَرِّحون عند ظهور الفَلْج عليهم بأنّا مُخطِئون وأنّ الحَقَّ قد ظهر في جانِبِ خَصْمِنا.

وهذا عَيْنُ الكِبْر الذي قد أخبر عنه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّه لا يدخُلُ الجنّةَ مَنْ في قلبه منه مثقال(77)، وقد فَسَّره(صلى الله عليه وآله وسلم) بأنَّه بَطَرُ الحَقِّ وغَمْصُ الناسِ. والمراد بـ «بَطَرِ الحَقِّ»: رَدُّه على قائله وعدمُ الاعترافِ به بعدَ ظهوره; و «غَمْصُ الناس» ـ بالصاد المهملة بعد الميم والغين المعجمة ـ : احتقارُهم.

وهذا المناظِرُ قد رَدَّ الحَقَّ على قائله بعدَ ظهوره له، وإنْ خَفِيَ على غيره، وربّما احتَقَرَه حيث يَزْعَمُ أنّه مُحِقٌّ، وأنّ خَصْمَه هو المبطِلُ الذي لم يَعْرِفِ الحقَّ، ولا له مَلكَةُ العلمِ والقوانينُ المؤدِّيةُ إليه.

تاسُعها: التجسُّسُ وتَتَبُّعُ العوراتِ; والمناظِرُ لا يَكادُ يَخلُو عن طلبِ عَثَراتِ مناظِرِه في كلامه وغيره لِيَجْعَلَهُ ذخيرةً لنفسه، ووسيلةً إلى تسديده وبراءته أو دفعِ مَنْقَصتِه، حتّى أنّ ذلك قد يَتَمادى بأهل الغفلة ومَنْ يَطلُبُ عِلْمَه للدنيا، فيتفَحَّصُ عن أحوال خَصْمِه وعُيوبه، ثمّ إنّه قد يعرضُ به في حضرته، أو يُشافِهُه بها، وربّما يقول: «كيف أخْمَلْتُه وأخْجَلْتُه» إلى غير ذلك ممّا يَفْعَلُه الغافلونَ عن الدين وأتباعُ الشياطينِ، وقد قال الله تعالى: ( ولا تَجَسَّسُوا)(78). وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): يامَعْشَرَ مَن آمَنَ بلِسانِه ولم يُؤْمِنْ بقلبه، لا تَتَّبِعُوا عَوْراتِ المسلمينَ، فَمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ