• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

5. الحسد

ألا أُخْبِرُكُمْ بخَيْرِ خَلائِقِ الدُّنْيا والآخِرَةِ: العفوُ عمّنْ ظَلَمَكَ، وتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ، والإحسانُ إلى مَنْ أساءَ إليك، وإعطاءُ مَنْ حَرَمَكَ(67). والأخبار في هذا الباب كثيرة لا تقتضي الرسالةُ ذكرَها.

خامسها: الحسد، وهو نتيجةُ الحِقْد، والحِقْدُ نتيجة الغضب، كما مرّ. والمناظِرُ لا ينفَكُّ منه غالباً; فإنّه تارةً يَغْلِبُ، وتارةً يُغْلَبُ، وتارةً يُحْمَدُ في كلامه، وتارةً يُحْمَدُ كلامُ غيره، ومتى لم يكنِ الغَلَبُ والحمدُ له تَمنّاه لنفسه دونَ صاحبه، وهو عينُ الحسد; فإنّ العلمَ مِنْ أكبرِ النِعَم، فإذا تمنّى أحدٌ كونَ ذلك الغلبِ ولوازِمِه له فقد حَسَدَ صاحِبَه.

وهذا أمر واقع بالمتناظرين إلاّ مَنْ عَصَمَه الله تعالى.

وأمّا ما جاء في ذَمِّ الحَسَدِ والوعيد عليه فهو خارج عن حدِّ الحصر، وكفاك في ذمِّه أنَّ جميعَ ما وقع مِن الذنوب والفَساد في الأرضِ مِنْ أوّلِ الدهر إلى آخره، كان مِن الحسد لَمّا حَسَدَ إبليسُ آدمَ، فصار أمرُه إلى أنْ طَرَدَهُ الله ولَعَنَهُ، وأعدَّ له عذابَ جَهَنَّمَ خالداً فيها، وتسلَّطَ بعد ذلك على بني آدم، وجرى فيهم مَجْرى الدمِ والروحِ في أبدانهم، وصار سببُ الفَسادِ على الآباء، وهو أوّل خطيئة وقعتْ بعدَ خلق آدمَ، وهو الذي أوجَبَ قتلَ ابن آدمَ أخاه، كما حكاه الله تعالى عنهما في كتابه الكريم(68). وقد قَرَنَ الله تعالى الحاسدَ بالشيطانِ والساحرِ، فقال: ( ومِنْ شَرِّ غاسِق إذا وَقَبَ * ومِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ في الْعُقَدِ * ومنْ شَرِّ حاسِد إذا حَسَدَ)(69). وروى محمَّدُ بن مُسْلم عن الباقر(عليه السلام) أنّه قال: «إنّ الرجلَ ليأتي بأيّ[ بادِرَة فَيَكْفُر، وإنّ الحسدَ ليأكُلُ الإيمانَ، كما تأكلُ النارُ الحطَبَ»(70). وعنه(عليه السلام) قال: «إنّ المؤمنَ يَغْبِطُ ولا يَحْسُدُ، والمنافِقَ يَحْسُدُ ولا يَغْبِطُ»(71).