2. الرئاء و ملاحظة الخلق
( ومَنْ أظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلى اللهِ كَذِباً أو كَذَّبَ بالحقِّ لمّا جاءَه)(51). وهو كِبْرٌ أيضاً; لأنّه عبارة عن ردِّ الحقِّ على قائله، والمِراءُ يستلزمُ ذلك.
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثٌ مَنْ لَقِيَ اللهَ عزّ وجلَ بهنَّ دخل الجنَّةَ مِنْ أيّ باب شاءَ: مَنْ حَسُنَ خُلُقُه، وخَشِيَ اللهَ في المَغِيبِ وَالَْمحْضَرِ، وتَرَكَ المِراءَ وإنْ كان مُحِقّاً (52). وعن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين(عليه السلام): إيّاكم والمراءَ والخُصُومَةَ; فَإنّهما يُمْرِضانِ القُلوبَ على الإخْوان، ويَنْبُتُ عليهما النِفاقُ(53).
ثانيها: الرئاءُ، وملاحَظَةُ الخلق والجُهْد في اسْتِمالةِ قلوبِهم وصَرْفِ وجوههم نحوَه لِيُصَوِّبُوا نظرَه، ويَنْصُروه على خصمه.
والرئاءُ هو الدَاءُ العُضالُ والمرضُ الَْمخُوفُ والعلّة المُهْلِكَة; قال الله تعالى: ( فَمَنْ كانَ يَرْجُو لِقاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَداً)(54). والرئاء هو الشركُ الخفي; وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ المُرائي يُنادى يَوْمَ القيامة: يافاجرُ ياغادِرُ يامُرائي، ضَلَّ عَمَلُك وبَطَلَ أجْرُك، اذْهَبْ فَخُذْ أجْرَكَ مِمَّنْ كُنْتَ تَعْمَلُ لَهُ(55). وروى جَرّاحُ المدائني عن أبي عبد الله(عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: ( فَمَنْ كانَ يَرْجُو لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلاّيُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحداً)(56). قال: الرجلُ يَعْمَلُ شيئاً مِن الثواب، لا يَطْلُبُ به وجهَ الله إنّما يطْلُبُ تزكيةَ الناس، يَشْتَهي أنْ يُسْمِعَ بِهِ الناسَ، فهذا الَّذي أشْرَكَ بعبادة رَبِّهِ(57). وعنه(عليه السلام) قال: