• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> اخلاق نظری (2)> المراد من منیه المرید

3. المناظرة في واقعة مهمة أو في مسألة قريبة من الوقوع

4. لزوم کون المناظرة في الخلوة أحب إليه منها في المحفل

5. لزوم کون المناظر في طلب الحق کمنشد ضالة

6. عدم منع معينه من الانتقال من دليل إلي دليل

مِن النصيحةِ للمسلمينَ والمحبَّةِ والمُوادَّةِ; مايَعْصي به القائلُ والمستَمِعُ، ولا يَلْتَفِتُ قلبُه إلى شيء من ذلك، ثُمَّ يَزْعَمُ أنَّه يُناظِرُ للّه تعالى.

الثالثة: أنْ يُناظِرَ في واقعة مُهِمَّة أو في مسألة قريبة من الوقوع، وأنْ يَهْتَمَّ بمثل ذلك.

والمهمُّ أن يُبَيِّنَ الحقَّ، ولايُطوِّل الكلامَ زيادةً على ما يُحْتاجُ إليه في تحقيق الحقِّ. ولا يَـغْـتَـرَّ بِأنّ المناظَرَةَ في تلك المسائل النادرة توجِبُ رياضَةَ الفكر ومَلَكَةَ الاستدلال والتحقيق، كما يتَّفِقُ ذلك كثيراً لقاصدي حظِّ النفوسِ من إظهار المعرفة; فيتناظرون في التعريفات، وما تَشْتملُ عليه مِن النقوض والتزييفات، وفي المغالَطات ونحوها، ولو أختُبِرَ حالُهم حَقَّ الاختبار لوُجِدَ مَقْصدُهم على غير ذلك الاعتبار.

الرابعة: أن تكونَ المناظَرَةُ في الخَلْوَةِ أحَبَّ إليه منها في الَمحْفِل والصُّدُور; فإنّ الخلوة أجمع لِلْهَمِّ وأحرى لصفاءِ الفكر ودركِ الحقّ، وفي حضور الخلق ما يُحرِّكُ دواعِيَ الرِئاء والحرصِ على الإفحامِ ولو بالباطلِ. وقد يَتَّفِقُ لأصحاب المقاصد الفاسدة الكسلُ عن الجواب عن المسألة في الخَلْوَةِ، وتَنَافُسُهُمْ في المسألة في المحافل.

الخامسة: أن يكونَ في طلب الحقِّ كمُنْشِدِ ضالَّة، يكون شاكراً متى وَجَدَها، ولا يَفْرُقَ بينَ أنْ يَظْهَرَ على يده، أو يدِ غيره، فيرى رفيقَه مُعِيناً لا خصماً، ويَشْكُرَه إذا عَرَّفَه الخطأَ وأظْهَرَ له الحقَّ; كما لو أخذ طريقاً في طلب ضَالَّة، فَنَبَّهَهُ غيرُه على ضالَّته في طريق آخر.

والحقّ ضالّة المؤمن يَطْلُبُه كذلك، فَحَقُّه إذا ظهر الحَقُّ على لسانِ خصمه أن يَفْرَحَ به ويَشْكُرَه، لا أنْ يَخْجَلَ ويَسْوَدَّ وجهُه، ويجتهدَ في مجاهَدَتِه ومدافَعَتِه جُهْدَه.

السادسة: أنْ لا يمنَعَ مُعينَه مِن الانتقال مِن دليل إلى دليل ومِن سؤال إلى سؤال، بل يُمَكِّنه مِن إيراد ما يَحْضُرُه، ويُخَرِّج مِنْ كلامِه ما يَحْتاحُ إليه في إصابة الحقِّ، فإنْ وَجَدَه في جملته أو استلزمه ـ وإن كان غافلاً عن اللزوم ـ فَلْيَقْبَلْهُ، ويَحْمَد اللهَ تعالى; فإنّ الغرضَ إصابةُ الحقّ، وإنْ كان في كلام مُتَهافِت إذا حَصَلَ منه المطلوب.

ووراء هذه الشروط والآداب شروطٌ أُخَر وآدابٌ دقيقة، لكن فيما ذُكِرَ ما يَهْدِيكَ إلى معرفة المناظرة للّه.