• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه هفتم> عقاید > محاضرات فی الهیات از ابتدای کتاب تا بحث نبوت

وأمّا في المجال الثاني: فإنّ العقائد الدينية تُعدّ رصيداً للاَُصول الاَخلاقية، إذ التقيّد بالقيم ورعايتها لا ينفك عن مصاعب وآلام يصعب على الاِنسان تحمّلها إلاّ بعامل روحي يسهِّلها ويزيل صعوبتها له، وهذا كالتضحية في سبيل الحقّ والعدل، ورعاية الاَمانة ومساعدة المستضعفين، فهذه بعض الاَُصول الاَخلاقية التي لا تنكر صحّتها، غير أنّ تجسيدها في المجتمع يستتبع آلاماً وصعوبات، والاعتقاد باللّه سبحانه وما في العمل بها من الاَجر والثواب خير عامل لتشويق الاِنسان على إجرائها وتحمّل المصائب والآلام. وأمّا في المجال الثالث: فإنّ العقيدة الدينيّة تساند الاَُصول الاِجتماعية، لاَنّها تصبح عند الاِنسان المتديّن تكاليف لازمة، ويكون الاِنسان بنفسه مقوداً إلى العمل والاِجراء، أي إجراء التكاليف والقوانين الاِجتماعية في شتّى الحقول. وأمّا في المجال الرابع: فإنّ الدين يعتبر البشر كلّهم مخلوقين لمبدأ واحد، فالكل بالنسبة إليه حسب الذات والجوهر كأسنان المشط، ولا يرى أيّمعنى للمميّزات القوميّة والتفاريق الظاهريّة. فهذه بعض المجالات الّتي للدّين فيها دور وتأثير واضح، أفيصحّ بعد الوقوف على هذه التأثيرات المعجبة أن نهمل البحث عنه، ونجعله في زاوية النسيان؟ نعم ما ذكرنا من دور الدين وتأثيره في الجوانب الحيويّة من الاِنسان إنّما هو من شوَون الدين الحقيقي الذي يوَيّد العلم ويوَكّد الاَخلاق ولا يخالفهما، وأمّا الاَديان المنسوبة إلى الوحي بكذب وزور فخارجة عن موضوع بحثنا.