من الموجوديّة المطلقة، و المجموع من هذه الأبحاث هو الذي نسميّه الفلسفة.
وقد تبيّن بما تقدّم:
أوّلاً أنّ الفلسفة أعمّ العلوم جميعاً، لأنّ موضوعها أعمّ الموضوعات و هو «الموجود» الشامل لکلّ شيء، فالعلوم جميعاً تتوقف عليها في ثبوت موضوعاتها. و أمّا الفلسفة فلا تتوقف في ثبوت موضوعها علي شيء من العلوم، فانّ موضوعها الموجود العامّ الذي نتصورّه تصوّراً أوّليّاً و نصدّق بوجود کذلک، لأنّ الموجوديّة نفسه.
و ثانياً أنّ موضوعها لمّا کان أعمّ الأشياء ولا ثبوت لأمر خارج منه کانت المحمولاتُ المثبتة فيها إمّا نفسَ الموضوع. کقولنا: اِنّ کلّ موجود فانّه من حيث هو موجود واحد او بالفعل، فانّ الواحد و إن غاير الموجود مفهوماً لکنّه عينه مصداقاً و لو کان غيره کان باطل الذات غير ثابت للموجود، و کذلک ما بالفعل. و إمّا ليست نفسَ الموضوع بل هي اخصّ منه لکنها ليست غيره. کقولنا: إنّ العلة موجودة، فانّ العلة و إنّ کانت أخصّ من الموجود لکنّ العلّيّة ليست حيثيّة ليست حيثيّة خارجة من الموجوديّة العامّة و إلاّ لبطلت. و أمثال هذه المسائل مع ما يقابلها تعود إلي قضايا مرددة المحمول تساوي