وجوب الوجود مشترکاً بينهما و کان تميّز هما بأمر وراء المعني المشترک بينهما، فإن کان داخلاً في الذات لزم الترکّب، و هو ينافي وجوبَ الوجود، و إن کان خارجاً منها کان عرضيّاً معلّلاً للذات کانت الذات متقدّمةً علي تميْزها بالوجود، ولا ذات قبل التميّز فهو محال، و إن کان معلولاً لغيره کانت الذات مفتقرةً في تميّزها إلي غيرها و هو محال، فتعدُّدُ واجب الوجود علي جميع تقاديره محال.
و أُورد عليه الشبهة المنسوبة إلي ابن کمونة و في الاسفارأنّ أوّل من ذکرها الشيخ الإشراقيّ في المطارحات، ثمّ ذکرها ابن کمونة، و هو من شرّاح کلامه في بعض مصنّفاته و اشتهرت باسمه بأنّ لِمَ لا يجوز أن تکون هناک ماهيّتان بسيطتان مجهولتا الکنه متبا ينتان بتمام الذات و يکون قول الوجود عليهما قولاً عرضيّاً ؟!
و هذه الشبهة کما تجري علي القول بأصالة الماهيّة المنسوب إلي الإشراقيّين تجري علي القول بأصالة الوجود و کون الوجودات حقائق بسيطة متباينة بتمام الذات المنسوب إلي المشّائين. والحجّة مبنيّة علي أصالة الوجود و کونه حقيقة
