عنه، ضرورةَ مغايرة الحيثيّتين. فکلّ هويّة يسلب عنها شيء فهي مرکّبة. (و معني دخول النفي في هويّة وجوديّة والوجود مناقض للعدم نقص وجوديّ في وجود مقيس إلي وجود آخر، و يتحقّق بذلک مراتب التشکيک في حقيقة الوجود و خصوصيّاتها)، و تنعکس النتيجة بعکس النقيض إلي أنّ کلّ ذات بسيطة الحقيقة اإنّها لا يسلب عنها کمال وجوديّ.
والواجب بالذات وجود بحت لا سبيل للعدم إلي ذاته ولا يسلب عنه کمال وجوديّ، لأنّ کلّ کمال وجوديّ ممکنٌ، فإنّه معلول مفاض من علّة، والعلل منتهية إلي الواجب بالذات، و معطي الشيء لا يکون فاقداً له، فله (تعالي) کلّ کمال وجوديّ من غير أن يداخله عدم، فالحقيقة الواجبيّة بسيطة بحتة، فلا يسلب عنها شيء، و هو المطلوب.
فإن قيل: إنّ له (تعالي) صفات سلبيّه بالبرهان، ککونه ليس بجسم ولا جسمانيّ و لا بجوهر ولا بعرض.
قلنا: الصفات السلبيّة راجعة إلي سلب النقائص والأعدام، و سلب السلب وجودٌ، و سلب النقص کمالُ وجودٍ کما قيل.
فإن قيل: لازِمُ ما تقدّم من البيان صحّة الحمل بينه ( تعالي) و بين کلّ موجود و کمال وجوديّ، ولازِمُه عينيّة الواجب والممکن (تعالي الله عن ذلک)، وهو خلاف الضرورة.
قلنا: کلّا ولو حُمِلَ الوجودات الممکنة عليه (تعالي) حملاً شائعاً صدقَتْ عليه (تعالي) بکلتا جهتَي إيجابها و سلبها و حيثيّتَيِ کمالها و نقصها اللتَيْن ترکّبَتْ ذواتها منها، فکانت ذات الواجب مرکّبة و قد فرضَتْ بسيطة الحقيقة، و هذا خلفٌ.
بل وجدانُه (تعالي) بحقيقته البسيطة کمالَ کلّ موجود وجدانُه له بنحو أعلي
