• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دهم> فلسفه> نهایه الحکمه از ابتدای مرحله 8 تا پایان کتاب (علامه طباطبایی)

يوجد و يحضر لشيءٍ بالإمکان، و کلّ ما کان للمجرّد بالإمکان فهو له بالفعل فهو معقولٌ بالفعل. وإذ کان العقل متّحداً مع المعقول فهو عقل، وإذ کانت ذاته موجودةً لذاته فهو عاقل لذاته، فکلّ مجرّدٍ عقلٌ و عاقلٌ و معقولٌ. و أن شئت فقل:"إنّ العقل و العاقل و المعقول مفاهيم ثلاثة منتزعة من وجود واحد".

و البرهان المذکور آنفاً کما يجري في کون کلّ مجرّدٍ عقلاً و عاقلاً و معقولاً لنفسه يجري في کونه عقلاً و معقولاً لغيره.

فإن قيل:لازم ذلک أن تکون النفس الإنسانيّة لتجرّدها عاقلةً لنفسها و لکلّ مجرّد مفروض، و هو خلاف الضرورة.

قلنا:هو ذلک لو کانت النفس المجرّدة مجرّدةً تجرّداً تامّاً ذاتاً و فعلاً، لکنّها مجرّدةٌ ذاتاً و مادّيةٌ فعلاً، فهي لتجرّدها ذاتاً تعقل ذاتها بالفعل.

و أمّا تعقّلها لغيرها فيتوقّف علي خروجها من القوّة إلي الفعل تدريجاً بحسب الاستعدادات المختلفة التي تکتسبها. فلو تجرّدت تجرّداً تامّاً ولم يشغلها تدبير البدن حصلت له جميع التعقّلات حصولاً بالفعل بالعقل الإجماليّ و صارت عقلاً مستفاداً.

و ليتنبّه أنّ هذا البيان إنمّا يجري في الذوات المجرّدة التي وجودها في نفسها لنفسها. وأمّا الإعراض التي وجودها في نفسها لغيرها فالعاقل لها الذي يحصل له المعقول موضوعها لا أنفسها. و کذلک الحکم في النسب و الروابط التي وجوداتها في غيرها.