• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه پنجم> عقائد (5) > بدایه المعارف بحث نبوت و امامت

فليست الآية الكريمة إلاّ كقول القائل يا زوجة فلان، لست كأزواج سائر الناس فتعففي، و تستري، و أطيعي الله تعالي، إنّما زوجك من بيت أطهار يريد الله حفظهم من الأدناس وصونهم عن النقائص (1).

فهذه الآية نزلت في حقّ الخمسة الطاهرة، و أمّا ذكرها في ضمن هذه الآيات فلعلّه إمّا لما أشار إليه صاحب دلائل الصدق، و عليه فلا تكون الجملة معترضة، بل هي في حكم التعليل بالنسبة إلي ما أمر به زوجات النبيّ ـ صلّي الله عليه و آله ـ فيكون شاهداً علي وجود طهارة أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ لا إثباتها اذ المقصود علي ما ذكر من قوله: «إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا» أنّه تعالي إنّما يريد هذه النواهي؛ لأن لا تتلوث ساحتهم المعلوم طهارتها بافعالهن التي لا تناسب طهارة أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ ولعل ذكر اللام في ليذهب مما يؤيد هذا الاحتمال؛ لتعلق الإرادة بالمحذوف، و هو النواهي المذكورة لهذه الغاية إلاّ فلا حاجة لتعلق الإرادة بالذهاب إلي اللام كما لا يخفي.

و أمّا لما أشار إليه البعض الآخر كالاُستاذ المطهري ـ قدّس سرّه ـ من أنّها نزلت في حقّ الخمسة الطاهرة، ولكن وضعت بين الآيات المذكورة، لمصلحة حفظ الإسلام عن تبليغات سوء  المنافقين و تمرّدهم و إعراضهم؛ لأنّ النبيّ ـ صلّي الله عليه و آله ـ كان خائفاً من التمرد الصريح عن الإسلام و القرآن الكريم، لا من أن يذهبوا إلي التأويل مع قيام القرينة الداخلية و الخارجية علي المعني المراد فجعلت الآية المذكورة و أشباهها كآية إكمال الدين في ضمن الآيات الاُخر؛ لأن يتمكن المخالف من التأويل، ولا يضطر إلي الإعراض الصريح، والتمرد الواضح، فالجملة حينئذٍ تكون معترضة بين الآيات الاُخري

1) دلائل الصدق: ج2 ص72.