• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه پنجم> عقائد (5) > بدایه المعارف بحث نبوت و امامت

و عملوا بها لارتفع الظلم و العدوان من الأرض، ولرأيت البشر إخواناً علي سرر متقابلين قد كملت لهم أعلي درجات السعادة الاجتماعيّة و لتحقّق حلم الفلاسفة الأقدمين في المدينة الفاضلة، فما احتاجوا حينما يتبادلون الحبّ والمودة إلي الحكومات والمحاكم، ولا إلي الشرطة و السجون، ولا إلي قانون للعقوبات و أحكام للحدود و القصاص، ولما خضعوا لمستعمر ولا خنعوا لجبّار، ولااستبدّ بهم الطغاة، ولتبدلت الأرض غير الأرض و أصبحت جنّة النعيم و دار السعادة.

أزيدك، أنّ قانون المحبّة لوساد بين البشر ـ كما يريده الدين بتعاليم الاُخوّة ـ لانمحت من قاموس لغاتنا كلمة (العدل)، بمعني أنّا لم نعد نحتاج إلي العدل وقوانينه حتّي نحتاج إلي استعمال كلمته، بل كفانا قانون الحبّ لنشر الخير والسلام، والسعادة والهناء، لأنّ الإنسان لايحتاج إلي استعمال العدل ولا يطلبه القانون منه إلاّ إذا فقد الحبّ فيمن يجب أن يعدل معه، أمّا فيمن يبادله الحبّ كالولد والأخ إنّما يحسن إليه و يتنازل له عن جملة من رغباته فبدافع من الحبّ و الرغبة عن طيب خاطر، لا بدافع العدل والمصلحة.

وسرّ ذلك أنّ الإنسان لا يحبّ إلاّ نفسه و ما يلائم نفسه، و يستحيل أن يحبّ شيئاً أو شخصاً خارجاً عن ذاته إلاّ إذا ارتبط به وانطبعت في نفسه منه صورة ملأئمة مرغوبة لديه. كما يستحيل أن يضحّي بمحض اختياره له، في رغباته و محبوباته لأجل شخص آخر لا يحبّه ولا يرغب فيه، إلاّ إذا تكوّنت عنده عقيدة‌ أقوي من رغباته مثل عقيدة حسن العدل و الإحسان، و حينئذٍ إذ يضحي بإحدي رغباته إنّما يضحي لأجل