ما لا يسع أي لا يجوز جهله و هو العلم الشرعي الواجب و أستعينه على القيام بما يبقى أجره على الدوام لأن ثوابه في الجنة أكلها دائم و ظلها و يحسن في الملإ الأعلى ذكره أصل الملإ الأشراف و الرسا الذين يرجع إلى قولهم و منه قوله تعالى أ لم تر إلى الملإ من بني إسرائيل (البقره:46) قيل لهم ذلك لأنهم ملاء بالرأي و الغناء أو أنهم يملئون العين و القلب و المراد بالملإ الأعلى الملائكة و ترجى مثوبته و ذخره و في كل ذلك إشارة إلى الترغيب فيما هو بصدده من تصنيف العلم الشرعي و تحقيقه و بذل الجهد في تعليمه . و أشهد أن لا إله إلا الله تصريح بما قد دل عليه الحمد السابق بالالتزام من التوحيد و خص هذه الكلمة لأنها أعلى كلمة و أشرف لفظة نطق بها في التوحيد منطبقة على جميع مراتبه و لا فيها هي النافية للجنس و إله اسمها قيل و الخبر محذوف تقديره موجود و يضعف بأنه لا ينفي إمكان إله معبود بالحق غيره تعالى لأن الإمكان أعم من الوجود و قيل ممكن و فيه أنه لا يقتضي وجوده بالفعل