• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> منطق (3) > المنطق المظفر صناعات خمس

تصديقا لا يتمثل في النفس لأن الوهم له السيطرة والاستيلاء عليها من هذه الجهة.

فان کان الوهم مسيطرا علي النفس علي وجه لا يدع لها مجالا للتصديق بوجود مجرد عن الزمان و المکان فان العقل عندما يمنعها من تجسيمه و تمثيله کالمحسوس تهرب النفس من حکم العقل و تلتجيء الي أن تنکر وجوده رأسا شأن الملحدين. و من أجل هذا کان الناس لغلبة الوهم علي نفوسهم بين مجسم و ملحد. و قلّ من يتنور بنور العقل و يجرد نفسه عن غلبة اوهامها فيسمو بها الي ادراک ما لا يناله الوهم. و لذا قال تعالي في کتابه المجيد: (و ما اکثر الناس و لو حرصت بمؤمنين) فنفي الايمان عن أکثر الناس. ثم هؤلاء المؤمنون القليلون قال عنهم: (و ما يؤمن أکثرهم بالله الا وهم مشترکون) يعني انهم في حين ايمانهم هم مشرکون. و ما ذلک الا لانهم لغلبة الوهم انما يعبدون الاصنام التي ينحتونها بأوهامهم والا کيف يجتمع الايمان و الشرک في آن واحد اذا اريد بالشرک من الآية معناه المعروف و هو العبادة للاصنام الظاهرية. و الخلاصة ان القضايا الوهمية الصرفة التي نسميها (الوهميات) هي عبارة عن احکام الوهم في المعاني المجردة عن الحسّ. و هي قضايا کاذبة لا ظل لها من الحقيقة ولکن بديهة الوهم لا تقبل سواها. و لذلک يستخدمها المغالط في اقيسته کما سيأتي في (صناعة المغالطة). الا ان العقل السليم من تأثير الوهم يتجرد عند ولا يخضع لحکمه فيکشف کذب احکامه للنفس.