• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه دوم> منطق (3) > المنطق المظفر صناعات خمس

مشهورة يحکم بها حتي من لم يرزق الخلق الفاضل فان الجبان يري حسن الشجاعة ويمدح صاحبها و يتمناها لنفسه اذا رجع الي نفسه و أصغي اليها ولکنه يجبن في موضع الحاجة الي الشجاعة وکذلک البخيل و المتکبر و الکاذب. و لو کان الخلق بذلک المعني هو السبب للحکم فيها لحکم الجبان بحسن الجبن و قبح الشجاعة و البخيل بقبح الکرم و حسن الامساک و الکذاب بقبح الصدق و حسن الکذب ... و هکذا. و الصحيح في هذا الباب أن يقال: إن الله تعالي خلق في قلب الانسان حسّاً و جعله حجة عليه يدرک به محاسن الافعال و مقابحها و ذلک الحسّ هو (الضمير) بمصطلح علم الاخلاق الحديث و قد يسمي بالقلب او العقل العملي او العقل المستقيم او الحسّ السليم عند قدماء الاخلاق. و تشير اليه کتب الاخلاق عندهم. فهذا الحسّ في القلب او الضمير هو صوت الله المدوّي في دخيلة نفوسنا يخاطبها به ويحاسبها عليه. و نحن نجده کيف يؤنب مرتکب الرذيلة و يقرّ عين فاعل الفضيلة. و هو موجود في قلب کل انسان و جميع الضمائر تتحد في الجواب عند الستجوابها عن الافعال فهي تشترک جميعا في التميير بين الفضيلة و الرذيلة و ان اختلفت في قوة هذا التمييز وضعفه کسائر قوي النفس اذ تتفاوت في الافراد قوة وضعفا. ولأجل هذا کانت (الخلقيات) من المشهورات و ان کانت الاخلاق الفاضلة ليست عامة بين البشر بل هي من خاصة الخاصة. نعم الاضغاء الي صوت الضمير و الخضوع له لا يسهل علي کل انسان الا بالانقطاع الي دخيلة نفسه و التحول عن شهواته و اهوائه . کما أن الخلق عامة