علي شيء خارج من هذه الحقيقة سواء کان سبباً تامّاً او ناقصاً، و ذلک لمکان أصالتها و بطلان ماوراءها. نعم لا بأس بتوقف بعض مراتب هذه الحقيقة علي بعض، کتوقف الوجود الامکانيّ علي الوجود الواجبيّ و توقف بعض الممکنات علي بعض. و من هنا يظهر أن لامجري لبرهان اللِمِّ في الفلسفة الالهيّة الباحثة عن أحکام الموجود من حيث هو موجود.
و عاشراً أنّ الوجود حيث کانت عين حيثيّة ترتّب الآثار کانت عين الخارجيّة فيمتنع أن تحلّ الذهن فتتبدل ذهنيّة لا تترتب عليها الآثار لا ستلزامه الانقلاب المحال، و أمّا الوجود الذهنيّ الذي سيأتي إثباته إن شاء الله فهو من حيث کونه يطرد عن نفسه العدم وجود خارجيّ مترتب عليه الآثار و إنّما يُعَدّ ذهنيّاً لا تترتب عليه الآثار بقياسه إلي المصداق الخارجيّ الذي بحذائه. فقد بان أنّ حقيقة الوجود لا صورة عقلية لها کالماهيّات الموجودة في الخارج التي لها صورة عقليّة، و بان أيضاً أنّ نسبة مفهوم الوجود إلي الوجودات الخارجيّة ليست نسبة الماهيّة الکلّيّة إلي أفرادها الخارجيّة. و تبيّن بما تقدّم أيضاً أنّ المفهوم إنّما تکون ماهيّة إذا کان لها فرد خارجيّ تُقوّمه و تترتب عليه آثارها.
الفصل الثالث: في أنّ الوجود حقيقة مشکّکة
لا ريب أنّ الهويّات العينيّة الخارجيّة تتصف بالکثرة تارةً من جهة أنّ هذا