• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه هشتم> عقاید > محاضرات فی الهیات از ابتدای بحث نبوت تا پایان کتاب

الفصل الخامس: إعجاز القرآن من جهات أُخري

قد تعرّفت على الاِعجاز البياني للقرآن الكريم، غير انّ له جهات أُخرى من الاِعجاز لا يختصّفهمها بمن كان عارفاً باللغة العربية وواقفاً على فنون البلاغة في الكلام، وهذه العمومية في الاِعجاز هي التي يدل عليها قوله تعالى: «قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الاِِنْسُ وَالجنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذا الْقُرآن لايَأْتُونَ بِمثْلِهِ وَلَو كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهيراً» . (1) فلو كان التحدّي ببلاغة بيان القرآن وجزالة أُسلوبه فقط لم يتعدّ التحدّي العرب العرباء، وقد قرع بالآية أسماع الاِنس والجن، فإطلاق التحدّي على الثقلين ليس إلاّ في جميع ما يمكن فيه التفاضل في الصفات، فالقرآن آية للبليغ في بلاغته وفصاحته، و للحكيم في حكمته، وللعالم في علمه، و للمقنّنين في تقنينهم، وللسياسيين في سياستهم، ولجميع العالمين فيما لا ينالونه جميعاً كالغيب وعدم الاختلاف في الحكم والعلم والبيان، وإليك فيما يلي بيان تلك الجهات:

(1)الاِسراء:88 .