هل التخيير علي القول به، ابتدائي أو استمراري؟
ما استدلّ به للتخيير الابتدائي
المناقشة فيما استدلّ
الأقوي هو التخيير الاستمراري
إلا أن يقال : إن احتمال أن يرد من الشارع حكم توقيفي في ترجيح جانب الحرمة ، و لو لاحتمال شمول أخبار التوقف لما نحن فيه ، كاف في الاحتياط و الاخذ ا بالحرمة .
ثم لو قلنا بالتخيير ، فهل هو في إبتداء الامر فلا يجوز له العدول عما اختار ، أو مستمر فله العدول مطلقا أو بشرط البناء على الاستمرار وجوه .
يستدل للاول بقاعدة الاحتياط و استصحاب حكم المختار و إستلزام العدول للمخالفة القطعية المانعة عن الرجوع التي لم يرجع إلى الاباحة من أول الامر حذرا منها .
و يضعف الاخير بأن المخالفة القطعية في مثل ذلك لا دليل على حرمتها . كما لو بدا للمجتهد في رأيه أو عدل المقلد عن مجتهده لعذر من موت أو جنون أو فسق أو اختيار على القول بجوازه . و يضعف الاستصحاب بمعارضة استصحاب التخيير الحاكم عليه . و يضعف قاعدة الاحتياط بما تقدم من أن حكم العقل بالتخيير عقلي لا احتمال فيه حتى يجري فيه الاحتياط .و من ذلك يظهر عدم جريان استصحاب التخيير ، إذ لا إهمال في حكم العقل حتى يشك في بقائه في الزمان الثاني .
فالأَقوى هو التخيير الاستمراري ، لا للاستصحاب ، بل لحكم العقل في الزمان الثاني كما حكم به في الزمان الاول .