عدم صلاحيّة أخبار «الحلّ» للمنع عن الحرمة
ما هو غاية الحلّ في أخبار «الحلّ» ؟
شيء فيه حلال و حرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام منه بعينه ) ، و غير ذلك .
بناء على أن هذه الاخبار كما دلت على حلية المشتبه مع عدم العلم الاجمالي و إن كان محرما في علم الله سبحانه ، كذلك دلت على حلية المشتبه مع العلم الاجمالي .
و يؤيده إطلاق الامثلة المذكورة في بعض هذه الروايات ، مثل الثوب المحتمل للسرقة و المملوك المحتمل للحرية و المرأة المحتملة للرضيعة .
فإن إطلاقها يشمل الاشتباه مع العلم الاجمالي ، بل الغالب ثبوت العلم الاجمالي .
لكن مع كون الشبهة محصورة .
و لكن هذه الاخبار لا تصلح للمنع ، لانها كما تدل على حلية كل واحد من المشتبهين ، كذلك تدل على حرمة ذلك المعلوم إجمالا ، لانه أيضا شيء علم حرمته .
فإن قلت : إن غاية الحل معرفة الحرام بشخصه و لم يتحقق في المعلوم الاجمالي .
قلت : أما قوله عليه السلام : ( كل شيء حلال حتى تعلم أنه حرام بعينه ) ، فلا يدل على ما ذكرت ، لانه قوله عليه السلام ( بعينه ) تأكيد للضمير جئ به للاهتمام في اعتبار العلم .
كما يقال : ( رأيت زيدا نفسه بعينه ) ، لدفع توهم وقوع الاشتباه في الرؤية .