[التعبد بالامارت غيرالعمليه]
و حيث إنجر الكلام إلى التعبد بالامارات الغير العلمية ، فنقول في توضيح هذا المرام و إن كان خارجا عن محل الكلام : إن ذلك يتصور على وجهين : الاول : أن يكون ذلك من باب مجرد الكشف عن الواقع ، فلا يلاحظ في التعبد بها إلا الايصال إلى الواقع ، فلا مصلحة في سلوك هذا الطريق وراء مصلحة الواقع . كما لو أمر المولى عبده عند تحيره في طريق بغداد بسؤال الاعراب عن الطريق ، ملاحظ في ذلك إلا قول الاعراب موصلا إلى الواقع دائما أو غالبا . و الامر بالعمل في هذا القسم ليس إلا للارشاد .
الثاني : أن يكون ذلك لمدخلية سلوك الامارة في مصلحة العمل و إن خالف الواقع . فالغرض إدراك مصلحة سلوك هذا الطريق التي هى مساوية لمصلحة الواقع أو أرجح منها .
أما القسم الاول ، فالوجه فيه لا يخلو من أمور :
أحدهما : كون الشارع العالم بالغيب عالما بدوام موافقة هذه الامارات للواقع و إن لم يعلم بذلك المكلف .