• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه پنجم> عقائد (5) > بدایه المعارف بحث نبوت و امامت

و من أوّل مواطن النصّ علي إمامته قوله حينما دعا أقرباءه الأدنينو عشيرته الأقربين فقال: «هذا أخي و وصيي و خليفتي من بعدي فاسمعوا له و أطيعوا» و هو يومئذٍ صبيّ لم يبلغ الحلم و كرّر قوله له في عدّة مرّات: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي» إلي غير ذلك من روايات و آيات كريمة دلّت علي ثبوت الولاية العامّة له كآية المائدة: 55«إنّما وليّكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون» وقد نزلت فيه عندما تصدّق بالخاتم و هو راكع، ولا يساعد وضع هذه الرسالة علي استقصاء كلّ ما ورد في إمامته من الآيات و الروايات، ولا بيان وجه دلالتها.

ثم إنّه ـ عليه السّلام ـ نصّ علي إمامة الحسن و الحسين، و الحسين نصّ علي إمامة ولده علي زين العابدين، و هكذا إماماً بعد إمام ينصّ المتقدّم منهم علي المتأخر إلي آخرهم، و هو أخيرهم علي ما سيأتي (1) يقع الكلام في اُمور:

الأوّل:

أنّه قد مضي البحث عن كون أمر تعيين النبيّ بيد الله أو بيد النبيّ الآخر الذي عيّنه الله فإنه لا يقول إلاّ عن الله، وحيث إنّ الإمامة كالنبوة عندنا إلاّ في تلقّي الوحي فالأمر فيه واضح، فلا مجال لانتخاب الناس و تعيينهم، كما لا يخفي، و لذلك قال في العقائد الحقّة: فمن قال بلزوم بعث النبيّ ـ صلّي الله عليه و آله ـ من جانب الله تبارك و تعالي، و ليس هذا من قبل نصب السلطان أو نصب السلطان وليّ العهد؛ لأنّ نصب الناس أو نصب السلطان راجع إلي نصب من يلي أمر الناس من جهة معاشهم، و ما يكون مربوطاً بدنياهم ولا ربط له باُمور الآخرة، فنصب الإمام من جانب الناس، كنصبالناس من يكون طبيباً لهم يعالجهم من دون أن يكون عالماً بعلم الطب (1).

1) كتاب العقائد الحقّة: ص18.