• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه پنجم> عقائد (5) > بدایه المعارف بحث نبوت و امامت

حاجة إلي نقل سائر الآيات و الروايات، الدالّة علي لزوم محبّتهم، و بذلك اتضحت دعوي المصنف أنّ حبّ أهل البيت فرض من ضروريات الدين الاسلامي التي لا تقبل الجدل و الشك، و قد اتفق عليه جميع المسلمين علي اختلاف نحلهم و آرائهم.

ثم لا يذهب عليك أنّ المحبّة الواقعيّة لهم لا تجتمع مع المحبّة لأعدائهم، لأنّ من أحبّ شخصاً أحبّ أحباءه، و أبغض أعداءه، و إلاّ فليس دعوي المحبّة إلاّ لقلقة في اللسان.

الرابع:

في المراد من القربي، و قد عرفت تظافر الروايات و تواترها بأنّ المراد منه في الآية المباركة هم أهل البيت و أهل الكساء، و بعد ذلك لا وجه لحمل القربي علي أنّ المقصود هو قرابة الرسول ـ صلّي الله عليه و آله ـ مع مشركي قريش، و أنّ الخطاب لقريش، والأجر المسؤول هو مودّتهم للنبيّ ـ صلّي الله عليه و آله ـ لقرابته منهم، معللاً بأنّ قريش كانوا يكذبونه و يبغضونه لتعرضه لآلهتهم، علي ما في بعض الأخبار فأمر ـ صلّي الله عليه و آله ـ أن يسألهم إن لم يؤمنوا به فليودوه لمكان قرابته منهم، ولا يبعضوه، ولا يؤذوه، فالقربي مصدر بمعني القرابة، وفي للسببيّة، و ذلك لأنّه اجتهاد في مقابل النصّ، هذا مضافاً إلي ما أشار إليه في دلائل الصدق من أنّه لا معني لسؤال الأجر علي التبليغ ممن لم يعترف له بالرسالة؛ لأنّ المقصود علي هذا التفسير هو السؤال من الكافرين (1).

و وضح ذلك في الميزان حيث قال: إنّ معني الأجر إنّما يتم إذا قوبل به عمل يمتلكه معطي الأجر، فيعطي العامل ما يعادل ما امتلكه من مال و نحوه، فسؤال الأجر من قريش، وهم كانوا مكذبين له كافرين بدعوته، إنّما كان يصحّ علي تقدير إيمانهم به ـ صلّي الله عليه و آله ـ لأنّهم علي تقدير تكذيبه و الكفر

1) دلائل الصدق: ج2 ص78.