• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه پنجم> عقائد (5) > بدایه المعارف بحث نبوت و امامت

و فيه أنّه لم أجد ذلك في كتب اللغة، و لعلّ هذا القيد مما يقتضيه حقيقة المحبّة، إذ المحبة الواقعيّة أثرها هو المراعاة و التعاهد، نعم ربّما يقال: إنّ المودّة هي الّتي لها الخارجية استناداً بقوله تعالي: «لا تجد قوماً يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادّون من حادّ الله و رسوله» (1) بقرينة مقابلة الموادّة للمحادّة الّتي لها الخارجية، ولكنّه غير تامّ لأنّ المودّة لا تختص بذلك؛ لاستعمالها في الأمر القلبيّ أيضاً لقوله تعالي: «إنّ الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً» (2) فالظاهر هو عدم الفرق بين المودّة و المحبّة.

الثاني:

أنّ المحبّة و الوداد في الله كالبغض في الله من الاُمور التي ندب الإسلام الاجتماع إليها، و أكّد عليها، و ورد في ذلك روايات كثيرة، منها قول النبيّ ـ صلّي الله عليه و آله ـ: «ودّ المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان ألا و من أحبّ في الله و أبغض في الله، و أعطي في الله، و منع في الله، فهو من أصفياء الله».

و سأل ـ صلّي الله عليه و آله ـ أصحابه: «أيّ عري الإيمان أوثق؟ فقالوا: الله و رسوله أعلم و قال بعضهم: الصلاة، و قال بعضهم: الزكاة، و قال بعضهم: الصيام، و قال بعضهم: الحجّ و العمرة، وقال بعضهم: الجهاد، فقال رسول الله ـ صلّي الله عليه و آله ـ: لكلّ ما قلتم فضل، و ليس به، ولكن أوثق عري الإيمان الحبّ في الله و البغض في الله و توالي (تولّي) أولياء الله و التبري من أعداء الله» (3).

1) المجادلة: 22.
2) مريم: 96.
3) الاُصول من الكافي: ج2 ص125 ـ 126.