للضرورة
الإسلامية، كوجوب الصلاة و الزكاة، يعدّ في حكم المنكر لأصل الرسالة، بل هو علي
التحقيق منكر للرسالة، و إن أقرّ في ظاهر الحال بالشهادتين، و لأجل هذا كان بغض آل
محمّد ـ عليهم السّلام ـ من علامات النفاق و حبّهم من علامات الإيمان، و لأجله
أيضاً كان بغضهم بغضاً لله و لرسوله.
ولا شكّ أنّه
تعالي لم يفرض حبّهم و مودّتهم إلاّ لأنّهم أهل للحب و الولاء من ناحية قربهم إليه
سبحانه، و منزلتهم عنده، و طهارتهم من الشرك و المعاصي، و من كل ما يبعد عن دار
كرامته و ساحة رضاه.
ولا يمكن أن
نتصور أنّه تعالي يفرض حبّ من يرتكب المعاصي، أو لا يطيعه حق طاعة، فإنّه ليس له
قرابة مع أحد أو صداقة، و ليس عنده الناس بالنسبة إليه إلاّ عبيداً مخلوقين علي
حدٍّ سواء، و إنّما أكرمهم عند الله أتقاهم، فمن أوجب حبّه علي الناس كلّهم لابدّ
أن يكون أتقاهم و أفضلهم جميعاً، و إلاّ كان غيره أولي بذلك الحب، أو كان الله
يفضّل بعضاً علي بعض في وجوب الحبّ و الولاية عبثاً أو لهواً بلا جهة استحقاق و
كرامته (1) يقع الكلام في مقامات:
الأوّل:
في معني المودّة و
المحبّة، قال في القاموس: الودّ و الوداد: الحبّ، و يثلثان كالودادة و المودّة، و
قال في المصباح المنير: وددته أودّة ـ من باب تعب ـ وداً بفتح الواو و ضمّها
أحببته، و الإسم المودة. انتهي موضع الحاجة منه، ولكن في
كتاب الإمامة
و الولاية في القرآن أنّ المودّة المحبّة المستتبعة للمراعاة و التعاهد، و لعلّها
لاشتمالها علي ذلك لا يستعمل في محبّة العباد لله تعالي، انتهي.