• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه پنجم> عقائد (5) > بدایه المعارف بحث نبوت و امامت

4 ـ دليل حبّ البقاء و الخلود:

ولا خفاء في كون الإنسان بالفطرة محباً للبقاء والخلود، ولعلّه لذا تنافر الناس عن الموت لزعمهم أنّه فناء و مناف لمحبوبهم الفطري من البقاء، و يشهد أيضاً علي فطرية‌ هذا الحبّ، أنّ الحبّ المذكور لايزول عن النفس بالعلم بفناء الدنيا، هذه صغري القياس، و ينضمّ إلي هذه الكبري، و هي أنّ كلّ ما كان فطرياً فهو مطابق لواقع الأمر، لأنّ الفطرة أثر الحكيم المتعال، ولا يكون فعله تعالي لغواً و عبثاً، فكما أنّ غريزة الأكل و الشرب و النكاح حاكية عن وجود ما يصلح للأكل والشرب والنكاح، كذلك تشهد هذه المحبّة الفطريّة علي وجود عالم آخر يصلح للبقاء و الخلود.

ولعلّ إليه يرجع ما ذكره شيخ مشايخنا آية‌ الله الشيخ محمَّد علي الشاه آبادي ـ قدّس سرّه ـ في «الإنسان و الفطرة» حيث قال: «و يدلّ عليه عشق اللقاء والبقاء مع القطع بعدم البقاء مثل هذا البقاء الملكي، والحياة الدنيويّة مع عدم فتور العشق الكذائي، فإنّه بحكم الفطرة المعصومة، ينكشف أنّ هناك عالماً غير داثر، و تلاقي معشوقك في مقعد صدق عند مليك مقتدر» (1) كما حكي الاستدلال به عن الحكيم المتألّه آية الله السيد أبوالحسن الرفيعي (2) و غيره من الأعلام و الفحول، و كيف كان فمحبّة البقاء آية وجود الآخرة و دليلها، و إلاّ لزم الخلف في حكمة تعالي، هذا مضافاً إلي أنّ رحمته تعالي تقتضي إيصال كلّ شيء إلي ما يستحقّه، و رفع حاجة كلّ محتاج، و عليه فهو تعالي يوصل كلّ محبٍّ للخلود و البقاء إلي محبوبه برحمته كما أفاد عزّوجلّ بقوله: «قل لمن ما في

1) كتاب رشحات البحار: كتاب الانسان و الفطرة: ص262 الطبع الجديد.
2) راجع تقريرات بحث شريف معاد: ص5 ـ 8.