«الخامس»
الايحاء إلي الداعي بلزوم الترفّع عن الناس و عدمالتذلّل
لهم،و أَلاّ يضع حاجته عند أحد غير الله، و أنّ الطمع بما في أيدي الناس من أخسّ
ما يتصف به الإنسان، مثل ما تقرأ في الدعاء العشرين: «ولا تفتنّي بالاستعانة بغيرك
إذا اضطررت، ولا بالخشوع لسؤال غيرك إذا افتقرت، ولا بالتضرع إلي من دونك إذا
رهبت، فأستحق بذلك خذلانك و منعك و إعراضك».
و مثل ما
تقرأ في الدعاء الثامن و العشرين: «اللَّهم إني أخلصت بانقطاعي إليك، و صرفت وجهي
عمّن يحتاج إلي رفدك، و قلبت مسألتي عمّن لم يستغن عن فضلك، و رأيت أنّ طلب
المحتاج إلي المحتاج سفهٌ من رأيه و ضلةٌ من عقله».
و مثل ما
تقرأ في الدعاء الثالث عشر: «فمن حاول سدّ خلّته من عندك و رام صرف الفقر عن نفسه
بك، فقد طلب حاجته في مظانّها و أتي طلبته من وجهها. و من توجّه بحاجته إلي أحد
خلقك، أو جعله سبب نجاحها دونك، فقد تعرّض للحرمان و استحقّ منك فوت الإحسان».
«السادس»:
تعليم الناس وجوب مراعاة حقوق الآخرين و معاونتهم و الشفقة و الرأفة من بعضهم
لبعض، والايثار فيما بينهم. تحقيقاً لمعني الأخوّة الإسلامية. مثل ما تقرأ في الدعاء
الثامن و الثلاثين: «اللَّهم إني أعتذر إليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره، و من
معروف أُسدي إليّ فلم أشكره، و من مسيء اعتذر إليّ فلم أعذره، و من ذي فاقة سألني
فلم أُؤثره، و من حقّ ذي حقٍّ لزمني لمؤمن فلم أوفره، و من عيب مؤمن ظهر لي فلم
أستره...». إن هذا الاعتذار من أبدع ما ينبّه النفسإلي ما ينبغي
عمله من هذه الأخلاق الإلهية العالية.