تمهيد (1):
إنّ الأئمة
من آل البيت ـ عليهم السَّلام ـ علموا من ذي قبل أنّ دولتهم لن تعود إليهم في
حياتهم، و أنّهم و شيعتهم سيبقون تحت سلطان غيرهم ممن يري ضرورة مكافحتهم بجميع
وسائل العنف و الشدة.
فكان من
الطبيعي ـ من جهة ـ أن يتخذوا التكتم «التقية» ديناً و ديدناً لهم و لأتباعهم، ما
دامت التقية تحقن من دمائهم ولا تسيء إلي الآخرين ولا إلي الدين، ليستطيعوا البقاء
في هذا الخضم العجاج بالفتن و الثائر علي آل البيت بالإحن.
و كان من
اللازم بمقتضي إمامتهم ـ من جهة اُخري ـ أن ينصرفوا إلي تلقين أتباعهم أحكام
الشريعة الإسلامية، و إلي توجيههم توجيهاً دينياً صالحاً، و إلي أن يسلكوا بهم
مسلكاً اجتماعياً مفيداً، ليكونوا مثال المسلم الصحيح (العادل).
1) ولا يخفي علي القاريء
الكريم أنّ هذا الفصل يكون لبيان ما أدّب به آل البيت شيعتهم و حيث لامساس له
باُصول العقائد لم اُعلّق عليه في هذا المجال و إن كان بعض ما ذكر في هذا الفصل
منظوراً فيه و لعلّ الله أن يرزقني ذلك في مجال آخر.