(ولو شاء لهداكم أجمعين)[النحل: 9]. أي انتفت هدايته إياكم، بسبب انتفاء مشيئته لها.
تنبيهات
الأول: علم مما تقدم: أن المقصود بالذات من الجملة الشرطية هو الجواب: فإذا قلت إن اجتهد فريد كافأته، كنت مخبراً بأنك ستكافئه، ولكن في حال حصول الاجتهاد، لا في عموم الأحوال
(138). ويتفرع على هذا: أنها تعد خبرية أو إنشائية باعتبار جوابها.
الثاني: ما تقدم من الفرق بين إن وإذا، هو مقتضى الظاهر.
وقد يخرج الكلام على خلافه، فتستعمل
إن
في الشرط المقطوع بثبوته أو نفيه لأغراض كثيرة:
أ ـ كالتجاهل: نحو قول المعتذر: إن كنت فعلت هذا فعن خطأ.
ب ـ وكتنزيل المخاطب العالم منزلة الجاهل لمخالفته مقتضى علمه. كقولك للمتكبر توبيخاً له: إن كنت من تراب فلا تفتخر.
حـ ـ وكتغليب غير المتصف بالشرط على المتصف به: كما إذا كان السفر قطعيَّ الحصول لسعيد، غير قطعيّ لخليل، فتقول إن سافرتما كان كذا
(139).
وقد تستعمل
إذا
في الشرط المشكوك في ثبوته أو نفيه، لأغراض: