(يُخَادِعُونَ الله وهو خادعهم)[النساء: 142]. فإنَّ يخادعون تُفيد التَّجَدُّد مرَّة بعد أخرى، مُقَيَّداً بالزمن من غير افتقار إلى قرينة تدلّ عليه كذكر الآن أو الغد. وقوله: وهو خادعهم تُفيد الثّبوت مطلقاً من غير نظر إلى زمان.
يُحذف المسند
لأغراض كثيرة:
1ـ منها إذا دلت عليه قرينة، وتعلَّق بتركه غرض مِمَّا مرَّ في حذف المسند إليه.
والقرينة: إمَّا مذكورة، كقوله تعالى:
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّموات والأرضَلَيقُولُنَّ الله) [لقمان: 25، الزمر: 38] أي: خَلَقَهُنَّ الله. وإمَّا مُقَدَّرة، كقوله تعالى:
(يُسَبِّحُ له فيها بالغدُوِّ والآصالِ رِجالٌ)[النور: 36]أى: يُسَبحهُ رِجالٌ، كأنَّه قيل: من يُسَبِّحُه؟
2ـ ومنها الاحتراز عن العَبث، نحو:
(إن الله بريءٌ مِنَ الْمُشْركين ورسولُه)[التوبة: 3 ]أى: ورسوله بريء منهم أيضاً. فلو ذكر هذا المحذوف لكان ذكره عبثاً لعدم الحاجة اليه.
3ـ ومنها ضيق المقام عن إطالة الكلام، كقول الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بماعنـ ـدك راض والرَّأيُ مُخْتَلِف
أى: نحن بما عندنا راضُون، فحذف لضيق المقام.
4 - ومنها اتباع ومجاراة ما جاء في استعمالاتهم الواردة عن العرب نحو:
(لو لا أنتم لكنا مؤمنين)[سبأ: 31]. أى: لولا أنتم موجودون. وقولهم في المثل: رمية من غير رام أيهذه رمية.