في تعريف المسندإليه بالإشارة.
يُؤْتى بالمسندإليه اسم إشارة: إذا تعيَّن طريقاً لإحضار المشارإليه في ذهن السَّامع، بأن يكون حاضراً محسوساً، ولا يَعرفُ المتكلم والسَّامع اسمه الخاص، ولا مُعَيِّناً آخر، كقولك أتبيع لي هذا، مُشيراً إلى شيء لا تعرف له اسماً ولا وصفاً.
أمَّا إذا لم يتعيَّن طريقاً لذلك، فيكون لأغراض أخرى.
1ـ بيان حاله في القُرْب، نحو: هذه بضاعتنا. اَو في التَّوَسط، نحو: ذاك ولدي. اَو في البُعد، نحو: ذلك يوم الوعيد.
2ـ تعظيم درجته بالقُرْب، نحوه:
(إنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهدِي لِلتي هِيَ أقوَم)[الإسراء: 9].
أو تعظيم درجته بالبُعد، كقوله تعالى:
(ذلكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيه)[البقرة: 2].
3ـ أو التَّحْقير بالقُرْب، نحو:
(هَلْ هَذَا إلاّ بشرٌ مِثْلُكُمْ)[الأنبياء: 3].
أو التَّحقير بالبُعد، كقوله تعالى:
(فَذَلِكَ الّذِي يَدُعُّ اليَتِيم)[الماعون: 2].
4ـ وإظهار الاستغراب، كقول الشاعر: [البسيط].
5ـ وكمال العناية وتمييزه أكمل تمييز، كقول الفرزدق: [البسيط]
ونحو قوله: هذا أبو الصَّقر فَرداً في مَحَاسِنه.
6ـ والتَّعريض بغباوة المخاطب، حتى كأنه لا يفهم غير المحسوس، نحو: [الطويل]
7ـ والتَّنبيه على أن المشارإليه الْمُعَقَّبَ بأوصاف، جديرٌ لأجل تلك الأوصاف بما يُذكر بعد اسم الإشارة، كقوله تعالى:
(أولئك عَلَى هُدى مِنْ رَبِّهِمْ وأولئك هُمُ الْمُفْلِحُون)[لقمان: 5 البقره: 5].
وكثيراً ما يُشَار إلى القريب غير الْمُشَاهَد بإشارة البعيد، تنزيلاً للبُعد عن العيان، منزلة البعد عن المكان، نحو:
(ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطع عَلَيْهِ صَبْراً) [الكهف: 82].