• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه سوم> بلاغت > جواهر البلاغه تمام کتاب

كيفية القاء المتكلم الخبر للمخاطب

المبحث الثاني

في كيفية إلقاء المتكلم الخبر للمخاطب حيث كان الغرض من الكلام الإفصاح والإظهارَ، يجب أن يكون المتكلم مع المخاطب كالطيب مع المريض، يشخِّص حالتَه، ويعطيه ما يناسبها. فحقّ الكلام:، أن يكون بقدر الحاجة، لا زائداً عنها، لِئلا يكون عبثاً، ولا ناقصاًعنها، لئلا يُخِلَّ بالغرض، وهو: الإفصاح والبيان. لهذا تختلف صُور الخبر في أساليب اللغة باختلاف أحوال المخاطب الذي يعتريه ثلاث أحوال.

أولاً: أن يكون المخاطب خاليَ الذهن من الخبر.تعمل هذا الضرب حين يكون المخاطب خالي الذهن من مدلول الخبر فيتمكن فيه لمصادفته إيَّاه خالياً(43)

ثانياً: أن يكون الُمخَاطب مُتردداً في الخبر، طالباً الوصول لمعرفته، والوقوف على حقيقته فيُستحسنُ تأكيدُ(44 الكلام المُلْقَى إليه تقوية للحُكم، ليتمكّنَ من نفسه ويَطرحَ الخلاف وراء ظهره، نحو: إن الأميرَ مُنتصرٌ. ويُسَمَّى هذا الضرب من الخبر:

طَلِبيّاً

ويؤتى بالخبر من هذا الضَّرب حين يكون المخاطب شاكّاً في مدلول الخبر، طالباً التثبُّت من صدقه. ثالثاً: أن يكون المخاطب منكراً للخبر الذي يُرَاد إلقاؤه إليه، معتقداً خلافه، فيلزم تأكيدُ الكلام له بمؤكد. أو مؤكدَينِ أو أكثر، على حسب حاله من الإنكار، قوةً وضعفاً. نحو: إنّ أخاك قادمٌ، أو إنه لقادم، أو والله إنه لقادم. أو لعمري: إنّ الحقَّ يَعلو ولا يُعلَى عليه. ويُسمَّى هذا الضرب من الخبر:

إنكارياً

ويؤْتى بالخبر من هذا الضرب حين يكون المخاطب منكراً. واعلم أنه كما يكون التأكيد في الإثبات، يكون في النفي أيضاً، نحو: ما المُقتَصد بمُفتقر، ونحو: والله ماالمستشير بنادم.