• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه سوم> بلاغت > جواهر البلاغه تمام کتاب


  • قدْ قلتُ لِلغيْم الرُّكَامِ وَلَجَّ في لا تَعْرِضَنَّ لجعفر مُتَشَبِّهاً بنَدَى يَدَيْهِ فلست من أندادِهِ

  • إبراقِهِ وأَلَحَّ في إرعادِهِ بنَدَى يَدَيْهِ فلست من أندادِهِ بنَدَى يَدَيْهِ فلست من أندادِهِ

فيصرح لك في جلاء، وفي غير خشية بتفضيل جود صاحبه على جود الغيم، ولا يكتفي بهذا، بل تراه يَنْهى السَّحاب في صورة تهديد أن يُحاول التشبه بممدوحه; لأنه ليس من أمثاله ونظائره، أو يقول: [الطويل]

  • وأقْبلَ يمشِي في البِسَاط فما دَرى إلى البَحْر يَسْعَى أم إلى البَدْر يَرْتَقي

  • إلى البَحْر يَسْعَى أم إلى البَدْر يَرْتَقي إلى البَحْر يَسْعَى أم إلى البَدْر يَرْتَقي

يصف حال رسول الروم داخلا على سيف الدولة، فَيَنْزَع في وصف الممدوح بالكرم، إلى الاستعارة التصريحية، والاستعارة كما علمت مبنية على تناسي التشبيه، والمبالغة فيها أعظم، وأثرها في النفوس أبلغ،.

أو يقول: [الطويل]

  • دَعوتُ نَدَاهُ دعوةً فأجابَنِي و عَلَّمنِي إحسانُهُ كَيْفَ آمُلهْ

  • و عَلَّمنِي إحسانُهُ كَيْفَ آمُلهْ و عَلَّمنِي إحسانُهُ كَيْفَ آمُلهْ

فيُشَبَّه نَدى ممدوحه وإحسانه بإنسان ثم يحذف المشبه به، ويرمز إليه بشيء من لوازمه، وهذا ضربٌ آخر من ضروب المبالغة التي تساق الاستعارة لأجلها،.

أو يقول: [الطويل] و مَنْ قَصَدَ البحر اسْتَقَلَّ السَّوَاقِيَا فيرسل العبارة كأنَّها مَثلٌ، ويصوِّر لك أنَّ من قصد ممدوحه استغنى عمَّن هو دونه، كما أنَّ قاصد البحر لا يأبه للجداول، فيعطيك استعارة تمثيلية، لها روعة، وفيها جمال، وهي فوق ذلك تحمل برهاناً على صدق دعواه، وتؤيِّد الحال الذي يَدَّعيها،.

أو يقول: [البسيط]

  • ما زلْت تتبعُ ما تُولي يَداً بِيَد حتى ظَنَنْتُ حَيَاتي مِنْ أَيَادِيكا

  • حتى ظَنَنْتُ حَيَاتي مِنْ أَيَادِيكا حتى ظَنَنْتُ حَيَاتي مِنْ أَيَادِيكا

فيعدل عن التشبيه والاستعارة، إلى المجاز المرسل ويطلق كلمة يد ويريد بها النعمة; لأن اليد آلة النعم وسببها.

أو يقول: [البسيط]

  • أعَادَ يَوْمُكَ أيامِي لِنَضْرَتِهَا واقْتَصَّ جودُك مِنْ فَقرِي وإعْسَاري

  • واقْتَصَّ جودُك مِنْ فَقرِي وإعْسَاري واقْتَصَّ جودُك مِنْ فَقرِي وإعْسَاري

فيسند الفعل إلى اليوم، وإلى الجود، على طريقة المجاز العقلي، أو يقول: [الطويل]

  • فما جَازَهُ جُودٌ ولا حَلَّ دُونَه ولكن يَسِير الجود حيث يسير

  • ولكن يَسِير الجود حيث يسير ولكن يَسِير الجود حيث يسير

فيأتي بكناية عن نسبة الكرم إليه، بادِّعاء أنَّ الجود يسير معه دائماً; لأنه بَدَل أن يحكم بأنه كريم، ادّعى أن الكرم يسير معه اَينما سار. ولهذه الكناية من البلاغة، والتأثير في النفس، وحسن تصوير المعنى، فوق مايجده السَّامع في غيرها من بعض ضروب الكلام. .

فأنت ترى أنه من المستطاع التعبير عن وصف إنسان بالكرم بأربعة عشر أسلوباً كلٌّ: له جماله، وحُسْنه، وبَراعتُه، ولو نشاء لأتينا بأساليب كثيرة أخرى في هذا المعنى; فإن للشعراء ورجال الأدب افتناناً وتوليداً للأساليب والمعاني، لا يكاد ينتهي إلى حد، ولو أردنا لأوردنا لك مايقال من الأساليب المختلفة المَنَاحِي في صفات أخرى، كالشجاعة، والإباء، والحزم وغيرها، ولكنَّا لم نَقْصِد إلى الإطالة، ونعتقد أنك عند قراءتك الشعر العربىّ والآثار الأدبية، ستجد بنفسك هذا ظاهراً وسَتَدْهَش للمَدَى البعيدِ الذي وصل إليه العقل الإنساني في التصوير البلاغيّ، والإبداع في صوغ الأساليب (عن البلاغة الواضحة بتصرف).

علم البديع

البديع، لغة: الُمخْتَرع المُوجَدُ على غير مِثَال سابق. وهو مأخوذ ومُشْتَقٌّ من قولهم: بَدَع الشيء وأبْدَعه، اخترعَه لا عَلَى مِثال(342).