• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه سوم> بلاغت > جواهر البلاغه تمام کتاب

في مجمل مواضع الوصل

بلاغة الوصل

وبلاغة الوصل: لا تتحقق إلا بالواو العاطفة فقط دون بقية حروف العطف، لأن الواو هي الأداة الّتي تخفَى الحاجةُ إليها، ويحتاج العطف بها إلى لُطف في الفهم، ودقة في الإدراك، إذ لا تفيد إلا مجرَّد الربط، وتشريك ما بعدها لِمَا قبلها في الحكم: نحو: مضى وقت الكسل، وجاء زمن العمل، وقُم واسْعَ في الخير. بخلاف العطف بغير الواو فيُفيدُ مع التشريك معاني أخرى، كالترتيب مع التعقيب في الفاء وكالترتيب مع التراخي في ثُمَّ، وهكذا باقي أدوات العطف الّتي إذا عُطف بواحد منها ظهر الفائدة، ولا يقع اشتباه في استعماله.

وشرط العطف بالواو أن يكون بين الجملتين جامعٌ. كالموافقة في نحو: يقرأ ويكتبُ، وكالمضادة في نحو: يضحك ويبكي، وإنما كانت المضادَّة في حكم الموافقة، لأن الذهنَ يتصوّر أحد الضدين عند تصور الآخر، فالعلم يخطر على البال عند ذكر الجهل. كما تخطر الكتابة عند ذكر القراءة.

والجامع يجب أن يكون باعتبار المسند إليه والمسند جميعاً. فلا يُقال: خليل قادم والبعير ذاهب، لعدم الجامع بين المسند إليهما كما لا يقال: سعيد عالم، وخليل قصير، لعدم الجامع بين المسندين، وفي هذا الباب مبحثان.

المبحث الأول

في مواضع الوصل الوصلُ: عطف جملة على أخرى بالواو، ويقع في ثلاثة مواضع(157: الأول: إذا اتحدت الجملتان في الخبرية والإنشائية لفظاً ومعنى. أو معنى فقط(158 ولم يكن هناك سبب يقتضي الفصل بينهما وكانت بينهما مناسبة تامة في المعنى. فمثال الخبريتين قوله تعالى: (إنَّ الأبرارَ لَفي نَعيم(159 وإنَّ الفُجَّار لفي جحيم) [الانفطار: 13]. ومثال الإنشائيتين قوله تعالى: (فادْعُ واستقِمْ كما أُمِرْتَ)[الشورى: 15] وقوله تعالى: (واعبدُوا الله ولا تشركوا به شيئاً)[النساء: 36]. وصل جملة (ولا تشركوا)بجملة (واعبدوا) لاتحادهما في الإنشاء، ولأن المطلوب بهما مما يجب على الإنسان أن يودِّيه لخالقه، ويختصَّه به. ومن هذا النوع قول المرحوم شوقي بك: [الرمل]