أ ـ منها: الإشعار بأن ذلك الشرط لا ينبغي أن يكون مشكوكاً فيه. بل ينبغي أن يكون مجزوماً به. نحو: إذا كثُر المطر في هذا العام أخصب الناس.
ب ـ ومنها: تغليب المتصف بالشرط على غير المتصف به. نحو: إذا لم تسافر كان كذا، وهلم جرّاً من عكس الأغراض الّتي سبقت.
الثالث: لما كانت إن، وإذا لتعليق الجزاء على حصول الشرط في المستقبل وجب أن يكون شرط وجزاء كل منهما جملة فعلية استقبالية لفظاً ومعنى، كقوله تعالى.
(وإنْ يستغيثوا يُغاثوا بماء كالمهل)[الكهف: 29]. ونحو:
والنفس راغبة إذا رغّبتها وإذا ترد إلى قليل تقنع
[الكامل.
ولا يُعدل عن استقبالية الجملة لفظاً ومعنى، إلى استقباليتها معنى فقط، إلا لدواع غالباً.
منها: التفاؤل. نحو: إن عشت فعلت الخير
(140)
ومنها: تخيُّل إظهار غير الحاصل وهو الاستقبال في صورة الحاصل وهو الماضي. نحو: إن مت كان ميراثي للفقراء.
الرابع: عُلم مما تقدم من كون لو للشرط في الماضي: لزوم كون جملتي شرطها وجزائها فعليتين ماضوِيَّتين، وعدم ثبوتهما.
وهذا هو مقتضى الظاهر وقد يخرج الكلام على خلافه.
فتستعمل
لو
في المضارع لدواع اقتضاها المقام، وذلك:
أ - كالإشارة إلى أن المضارع الذي دخلت عليه يقصد استمراره فيما مضى: وقتاً بعد وقت، وحصوله مرة بعد أخرى.
كقوله تعالى:
(لوْيُطيعكم في كثير مِنَ الأمر لَعَنِتُّمْ)[الحجرات: 7]
(141)
ب ـ وكتنزيل المضارع منزلة الماضي، لصدوره عمَّن المستقبل عنده كالماضي في تحقق الوقوع، ولا تخلف في أخباره. كقوله تعالى:
(ولو ترَى إذِ الُْمجْرِمون ناكِسُو رُؤُوسهمْ عند ربهمْ)[السجدة: 12]
(142)