(11) حسن التعليل
حُسْنُ التعليل(351): هو أن ينكر الأديب صراحة، أو ضمناً، علة الشيء المعروفة، ويأتي بعلة أخرى أدبية طريفة، لها اعتبارٌ لطيف، ومشتملة على دقة النظر، بحيث تناسب الغرض الذي يرمي إليه.
يعني أن الأديب: يدعى لوصف علة مناسبة غير حقيقية، ولكن فيها حسنٌ وطرافة، فيزداد بها المعنى المراد الذي يرمي إليه جمالا وشرفاً كقول المعري في الرثاء: [الطويل]
يقصد: أن الحزن على المرثي شمل كثيراً من مظاهر الكون، فهو لذلك: يدَّعي أن كلفة البدر، وهي ما يظهر على وجهه من كدرة ليست ناشئة عن سبب طبيعي، وإنما هي حادثة من أثر اللطم على فراق المرثي ومثله قول الشاعر الآخر: [البسيط]
يقصد أن الشمس لم تصفر عند الجنوح إلى المغيب للسبب المعروف ولكنها اصفرت مخافة أن تفارق وجه الممدوح ومثله قول الشاعر الآخر: [البسيط]
ينكر هذا الشاعر: الأسباب الطبيعية لقلة المطر بمصر، ويلتمس لذلك سبباً آخر، وهو أن المطر يخجل أن ينزل بأرض يعمها فضل الممدوح وجوده لأنه لا يستطيع مباراته في الجود والعطاء، ولا بد في العلة أن تكون ادعائية، ثم إن الوصف أعم من أن يكون ثابتاً فيقصد بيان علته، أو غير ثابت فيراد إثباته.
أ ـ فالأول: وصف ثابت غير ظاهر العلة، كقوله: [البسيط]