• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه سوم> بلاغت > جواهر البلاغه تمام کتاب

فمثل كثير الرماد في الكناية عن الكرم. ورسول الشر، في الكناية عن المزاح. وقول البحتري: [الكامل]

  • أو ما رأيتَ المجْدَ ألقى رحله في آل طلحة ثم لم يتحوَّلِ

  • في آل طلحة ثم لم يتحوَّلِ في آل طلحة ثم لم يتحوَّلِ

وذلك في الكناية عن نسبة الشرف إلى آل طلحة. كل أولئك يبرزلك المعاني فيصورة تشاهده وترتاح نفسك إليها.

ومن خواص الكناية: أنها تمكنك من أن تَشْفي غلتك من خصمك من غير أن تجعل له إليك سبيلا، ودون أن تخدش وجه الأدب، وهذا النوع يسمى بالتعريض.

ومثاله قول المتنبي في قصيدة، يمدح بها كافوراً ويعرض بسيف الدولة: [الطويل]

  • رَحلْتُ فكم باك بأجفان شادن وما رَبة القُرط المليح مكانهُ فلو كان ما بي منْ حبيب مقنع رَمى واتقى رمْيي و من دون ما اتقى إذا ساء فعلُ المرء ساءت ظنونهُ وصدق ما يعتاده من توهم

  • عليَّ وكم باك بأجفان ضيغم بأجزع من رب الحسام المصمم عذرتُ ولكنْ من حبيب معمَّمِ هوى كاسرٌ كفي وقوسي وأسهمي وصدق ما يعتاده من توهم وصدق ما يعتاده من توهم

فأنه كنى عن سيف الدولة، أولا: بالحبيب المعمم، ثم وصفه بالغدر الذي يدعي أنه من شيمة النساء، ثم لامه على مبادهته بالعدوان، ثم رماه بالجبن لأنه يرمي ويتقي الرمي بالاستتار خلف غيره، على أن المتنبي لا يجازيه على الشر بمثله، لأنه لايزال يحمل له بين جوانحه هوى قديماً، يكسر كفه وقوسه، وأسهمه، إذا حاول النضال، ثم وصفه بأنه سيىء الظن بأصدقائه لأنه سيىء الفعل، كثير الأوهام والظنون، حتى ليظن أن الناس جميعاً مثله في سوء الفعل، وضعف الوفاء، فانظر كيف نال المتنبي من سيف الدولة هذا النيل كله، من غير أن يذكر من اسمه حرفاً.

هذا، ومن أوضح مميزات الكناية التعبير عن القبيح بماتسيغ الآذان سماعه، وأمثلة ذلك كثيرة جداً في القرآن الكريم، وكلام العرب فقد كانوا لا يعبرون عما لا يحسن ذكره إلا بالكناية، وكانوا لشدة نخوتهم يكنون عن المرأة بالبيضة والشاة. ومن بدائع الكنايات قول بعض العرب:

  • ألا يا نخلة منْ ذاتِ عرْق عليك ورحمةالله السلامُ

  • عليك ورحمةالله السلامُ عليك ورحمةالله السلامُ

[الوافر] فإنه كنى بالنخلة، عن المرأة التي يحبها.

أثر علم البيان في تأدية المعاني

ظهر لك من دراسة علم البيان: أن معنى واحداً يستطاع أداؤه بأساليب عديدة، وطرائق مختلفه، وأنه قد يوضع في صورة رائعة من صور التشبيه أو الاستعارة،أو المجاز المرسل، أو المجاز العقلي، أو الكناية،

فقد يصف الشاعر إنساناً بالكرم،فيقول: [المتقارب]: