• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه سوم> بلاغت > جواهر البلاغه تمام کتاب


  • 2 ـ عضّنا الدهر بنابه ليت ما حلَّ بَنا به

  • ليت ما حلَّ بَنا به ليت ما حلَّ بَنا به

[مجزوء الرمل]

3 ـ سقاهُ الرَّدى سيف إدا سل أو مَضتْ إليه ثنايا الموت من كل مَرقدِ

4 ـ (سنفرغ لكم أيها الثقلان)(327). [الرحمن : 31].

5 ـ (إنا لنراك فيضلال مبين)(328). [الأعراف].

بلاغة الاستعارة بجميع أنواعها

سبق لك أن بلاغة التشبيه آتية من ناحيتين، الأولى: طريقة تأليف ألفاظه. و الثانية: ابتكار مشبه به بعيد عن الأذهان، لا يجول إلا فينفس أديب، وهب الله له استعداداً سليماً فيتعرف وجوه الشبه الدقيقة بين الأشياء وأودعه قدرة على ربط المعانى، وتوليد بعض إلى مدى بعيد لايكاد ينتهي.

و سر بلاغة الاستعارة لايتعدى هاتين، فبلاغتها من ناحية اللفظ أن تركيبها يدل على تناسي التشبيه، ويحملك عمداً على تخيل صورة جديدة تنسيك روعتها ما تضمنه الكلام من تشبيه خفي مستور. انظر إلى قول البحتري فيالفتح بن خاقان: [البسيط]

  • يسمو بكفِّ على العافين حانية تهمي وَطرف إلى العلياء طمّاح

  • تهمي وَطرف إلى العلياء طمّاح تهمي وَطرف إلى العلياء طمّاح

ألست ترى كفه: وقد تمثلت فيصورة سحابة هتانة، تصب وبلهَا على العافين والسائلين، وأن هذه صورة قد تملكتْ عليك مشاعرك فأذهلتك عما اختبأ فيالكلام من تشبيه؟

لهذا كانت الاستعارة أبلغَ من التشبيه البليغ لأنه وإن بنى على ادعاء أن المشبه والمشبه به سواء، لايزال فيه التشبيه منوياً ملحوظاً. بخلاف الاستعارة فالتشبيه فيها منسي مجحود، ومن ذلك يظهر لك أن الاستعارة المرشحة أبلغ من الاستعارة المطلقة، وأن الاستعارة المطلقة أبلغ من الاستعارة المجردة.

أما بلاغة الاستعارة من حيث الابتكار، وروعة الخيال، وما تحدثه من أثر في نفوس سامعيها، فمجال فسيح للإبداع، وميدان لتسابق المجيدين من فرسان الكلام. انظر إلى قوله عز شأنه فيوصف النار: (تَكَادُ تميزُ من الغيظ كُلما ألقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير)[سورة الملك، الإية : 8]. ترتسم أمامك النار فيصورة مخلوق ضخم، بطاش مكفهر الوجه عابس يغلي صدره حقداً وغيظاً. (عن البلاغة الواضحة بتصرف).