في المجاز المركب بالاستعارة التمثيلية
المبحث الثاني عشر
في المجاز المركب(317) بالاستعارة التمثيلية
وهي كثيرة الورود في الأمثال السائرة، نحو «فى الصيفِ ضيَّعت اللبن» يضرب لمن فرَّط في تحصيل أمر في زمن يمكنه الحصول عليه فيه، ثم طلبه في زمن لايمكنه الحصول عليه فيه،
ونحو: «إني أراك تقدّم رِجْلا وتؤخرُ أخرى» يضرب لمن يتردد في أمر، فتارة يقدم وتارة يحجم،
ونحو: «أحَشفاً وسوء كيلة» يضرب لمن يظلم من وجهين، وأصله أن رجلا اشترى تمراً من آخر، فإذا هو رَديءٌ وناقص الكيل، فقال المشتري ذلك. ومثل ما تقدم جميعُ الأمثال السائرة نثراً ونظماً.
فمن النثر قولهم لمن يحتال على حصول أمر خفي، وهو مستتر تحت أمر ظاهر: «لأمر ما جَدَعَ قصيرٌ أنفه»
وقولهم: «تجوع الحُرّة ولاتأكل بثدييها»
وقولهم: لمن يريد أن يعمل عملاً وحده وهو عاجز عنه «اليد لاتصفق وحدها» وقولهم لمجاهد عاد إلي وطنه بعد سفر:«عاد السيف إلي قرابه، وحل الليث منيع غابه» وقولهم: لمن يأتي بالقول الفصل:قَطَعَتْ جَهيزَةُ قَولَ كلِّ خطيب(320).
ومن الشعر قول الشاعر: [المتقارب]
و قول آخر: [الوافر]
و قول آخر: [الطويل]
[الخفيف]