(ولأصلبنكم في جذوع النخل)[طه: 71] ونحو: قوله تعالى:
(فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً) [القصص: 8].
وسميت تبعية لأن جريانها في المشتقات، والحروف، تابع لجريانها أولا: فى الجوامد، وفي كليات معاني الحروف. يعني: أنها سميت تبعية لتبعيتها لاستعارة أخرى، لأنها في المشتقاتتابعة للمصادر. نحو: ركب فلان كتفي غريمه(285) أى: لازمه ملازمة شديدة. ولأنها في معانى الحروف تابعة لمتعلق معانيها، إذ معانى الحروف جزئية لا تتصور الاستعارة فيها إلا بواسطة كلى مستقل بالمفهومية. ليتأتى كونها مشبهاً ومشبهاً بها أو محكوماً عليها، أو بها. كقوله تعالى:
(أولئك على هدى من ربهم)[البقرة: 5] اى تمكنوا من الحصول على الهداية التامة(286)، ونحو: أذقته لباس الموت(287) أى ألبسته إياه.
تنبيهات عشرة
التنبيه الأول: كل تبعية قرينتها مكنية.
التنبيه الثاني: إذا أجريت الاستعارة في واحدة من الاستعارة التصريحية أو في الاستعارة المكنية، امتنع إجراؤها في الأخرى.
التنبيه الثالث: تقسيم الاستعارة إلي أصلية وتبعية عام في كل من الاستعارة التصريحية والمكنية.
التنبيه الرابع: تبين أن الاستعارة هي اللفظ المستعمل في غير ما وضع له، لعلاقة المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعني الوضعي(289). أو هي: مجاز لغوى علاقته المشابهة، كقول زهير :[الطويل]
فقد استعار لفظ الأسد: للرجل الشجاع. لتشابههما في الجراءة. والمستعار له هنا: محقق حساً.
و كقوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم)
