• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه سوم> بلاغت > جواهر البلاغه تمام کتاب

نموذج آخر

بيّن المجاز العقلي واذكر علاقته فيما يلي:

1 ـ أهلكنا الليل والنهار(266)

2 ـ منزل عامر بنعم الله إذا تأملت أنواع المجاز المرسل(272) والعقلي رأيت أنها في الغالب تؤدي المعنى المقصود بإيجاز، فإذا قلت: هزم القائد الجيش أو قرر المجلس كذا كان ذلك أوجز من أن تقول: هزم جنود القائد الجيش أو قرر أهل المجلس كذا ولا شك أن الإيجاز ضرب من ضروب البلاغة. وهناك مظهر آخر للبلاغة في هذين المجازين. هو المهارة في تخيّر العلاقة بين المعنى الأصلي والمعنى المجازي، بحيث يكون المجاز مصوّراً للمعنى المقصود خير تصوير كما فيإطلاق العين على الجاسوس، والأذن على سريع التأثر بالوشاية، والخفّ والحافر على الجمال والخيل، في المجاز المرسل وكما في إسناد الشيء: إلى سببه، أو مكانه، أو زمانه، في المجاز العقلي. فإن البلاغة توجب أن يختار السبب القويُّ، والمكان والزمان المختصان. وإذا دققت النظر رأيت أن أغلب ضروب المجاز المرسل والمجاز العقلي لا تخلوا منمبالغة بديعة، ذات أثر في جعل المجاز رائعاً خلاباً، فإن إطلاق الكل على الجزء مبالغة،ومثله إطلاق الجزء وإرادة الكل كما إذا قلت «فلان فَمٌ» تريد أنه شرهٌ، يلتقِمُ كل شيء. ونحوه: «فلان أنف» عندما تريد أن تصفه بعظم الأنف; فتبالغ فتجعلَه كله أنفاً؟ وممايؤثر عن بعض الأدباء في وصف رجل أنافي(273) قوله: «لستُ أدْري: أهُوَ في أنفِه، أمأنفه فيه»؟؟

في المجاز المفرد بالاستعارة

المبحث الرابع في المجاز المفرد بالاستعارة

تمهيد

سبق: أن التشبيه أول طريقة دلت عليها الطبيعة; لإيضاح أمر يجهله المخاطب، بذكر شيء آخر، معروف عنده، ليقيسه عليه، وقد نتج من هذه النظرية، نظرية أخرى في تراكيب الكلام، ترى فيها ذكر المشبه به اَو المشبه فقط. وتسمى هذه بالاستعارة، وقد جاءت هذه التراكيب المشتملة على الاستعارة أبلغ من تراكيب التشبيه، وأشد وقعاً في نفس المخاطب، لأنه كلما كانت داعية إلى التحليق في سماء الخيال، كان وقعها في النفس أشد، ومنزلتها في البلاغة أعلى. وما يبتكره أمراء الكلام من أنواع صور الاستعارة البديعة، الّتي تأخذ بمجامع الأفئدة، وتملك على القارىء والسامع لبهما وعواطفهما هو سر بلاغة الاستعارة. فمن الصور المجملة الّتي عليها طابع الابتكار وروعة الجمال قول شاعر الحماسة: [البسيط]

  • قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم طاروا إليه زرافات ووحدانا

  • طاروا إليه زرافات ووحدانا طاروا إليه زرافات ووحدانا

فإنه قد صور لك الشر، بصورة حيوان مفترس مكشر عن أنيابه مما يملأ فؤادك رعباً،ثم صور القوم الذين يعنيهم، بصور طيور تطير إلى مصادمة الأعداء; طيراناً مما يستثير إعجابك بنجدتهم، ويدعوك إلى إكبار حميتهم وشجاعتهم.