تأثير تشبيه التمثيل في النفس
إذا وقع التمثيل في صدر القول: بعث المعنى إلى النفس بوضوح وجلاء مؤيد بالبرهان، ليقنع السامع، وإذا أتى بعد استيفاء المعاني كان:
1 ـ إما دليلا على إمكانها، كقول المتنبي: [الوافر]
2 ـ وإما تأييداً للمعنى الثابت نحو: [البسيط]
وعلة هذا: أن النفس تأنس إذا أخرجتها من خفي إلى جلي; ومما تجهله إلى ما هي به أعلم. ولذا تجد النفس من الأريحية ما لا تقدرُ قدره، إذا سمعت قول أبي تمام: [الطويل]
في أدوات التشبيه
المبحث السادس في أدوات التشبيه
أدوات التشبيه: هي ألفاظ تدل على المماثلة، كالكاف، وكأن، ومثل، وشبه، وغيرها مما يؤدي معنى التشبيه: كيحكي، ويضاهي ويضارع، ويماثل ويساوي، ويشابه، وكذا أسماء فاعلها. فأدوات التشبيه بعضها: اسم، وبعضها: فعل، وبعضها: حرف.
وهي إما ملفوظة، وإما ملحوظة، نحو جماله كالبدر، وأخلاقه في الرقة كالنسيم، ونحو اندفع الجيش اندفاع السيل، أي كاندفاعه.
الأصل في الكاف، ومثل، وشبه، من الأسماء المضافة لما بعدها أن يليها المشبه به لفظاً(231) أو تقديراً.
نحو: قوله تعالى:
(حورٌ عينٌ كأمثال اللؤلؤ المكنون) [الواقعة: 22]. ونحو: قوله تعالى:
(وله الجوارِ المنشآت في البحرِ كالأعلام) [الرحمن: 24] وكقول الشاعر: [الكامل]
والأصل في كأن، وشابه، وماثل، وما يرادفها، أن يليه المشبه، مثل قوله: [الطويل]
وكأنّ: تفيد التشبيه: إذا كان خبرها جامداً، نحو: كأن البحر مرآة صافية.
وتفيد الشك: إذا كان خبرها مشتقاً، نحو: كأنك فاهم، ومثل قوله: [الطويل]