الثالث: الأصل في النفي والاستثناء أن يجيء لأمر ينكره المخاطب، أو يشك فيه، أو لما هو منزلهذه المنزلة: ومن الأخير قوله تعالى:
(وما أنت بمسمع من في القبور* إن أنت إلا نذير)[فاطر: 22، 23].
الرابع: الأصل في إنما أن تجيء لأمر من شأنه ألا يجهله المخاطب، ولا ينكره، وإنما يراد تنبيهه فقط، أو لما هو منزل هذه المنزلة، فمن الأول قوله تعالى:
(إنما يستجيبالذين يسمعون) [الانعام: 36] وقوله تعالى:
(إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب)[الرعد: 40 ]ومن الثاني قوله تعالى حكاية عن اليهود:
(إنما نحن مصلحون) [البقرة: 11] فهم قد ادعوا أنّ إصلاحهم أمر جلي لا شك فيه، وقال الشاعر: [الطويل]
أسباب ونتائج
الغاية من القصر تمكين الكلام وتقريره في الذهن، كقول الشاعر: [الطويل]
وقد يراد بالقصر المبالغة في المعنى كقول الشاعر: [الطويل]
وكقوله: [مجزوء الكامل]
وذوالفقار، لقب سيف الإمام عليّ(عليه السلام).
والقصر: قد ينحو فيه الأديب مناحي شتى، كأن يتجه إلى القصر الإضافي، رغبة في المبالغة، كقوله: [الوافر]
وقد يكون من مرامي القصر التعريض كقوله تعالى:
(إنما يتذكر أولو الألباب)[الرعد: 19 ]إذ ليس الغرض من الآية الكريمة أن يعلم السامعون ظاهر معناها، ولكنها تعريض بالمشركين الذين في حكم من لا عقل له.
المبحث الثالث
في تقسيم القصر باعتبار طَرَفيه
ينقسم القصر باعتبار طرفيه: المقصُور والمقصور عليه. سواء أكان القصر حقيقياً أم إضافياً، إلى نوعين:
أ ـ قصر صفة على موصوف: هو أن تُحبسَ الصفة على موصوفها وتُخْتصّ به، فلا يتَّصف بها غيره، وقد يتصف هذا الموصوف بغيرها من الصفات.