ومن هذا تعلم أن القصر: هو تخصيص الحكم بالمذكور في الكلام ونفيه عن سِواهُ بطريق من الطرق الآتية:
وفي هذا الباب اربعة مباحث.
المبحث الأول في طُرُق القصر
للقصر طُرُق كثيرة، وأشهرها في الاستعمال أربعة(150)، وهي:
أولا: يكون القصر بالنفي والاستثناء(151)، نحو: ما شوقي إلا شاعر أو ما شاعر إلا شوقي.
ثانياً: يكون القصر بإنما نحو:
(إنما يخشى الله من عباده العلماء)[فاطر: 28 ]وكقول الشاعر:
[الخفيف]
ثالثاً: يكون القصر بالعطف بلا، وبل، ولكن، نحو: الأرض متحركة لا ثابتة، و كقول الشاعر:
[البسيط]
وكقوله: [الكامل]
رابعاً: يكون القصر بتقديم ما حقه التأخير نحو:
(إياك نعبد و إياك نستعين)[الفاتحة: 5]أي نخصك بالعبادة والاستعانة.
1 ـ فالمقصور عليه في النفي والاستثناء هو المذكور بعد أداة الاستثناء نحو: وما توفيقي إلا بالله.
2 ـ والمقصور عليه مع إنما: هو المذكور بعدها، ويكون مؤخراً في الجملة وجوباً، نحو:إنما الدنيا غرور.
3 ـ والمقصور عليه مع لا العاطفة: هو المذكور قبلها. والمُقابلُ لما بعدها. نحو: الفخر بالعلم لا بالمال.
4 ـ والمقصور عليه مع بَلْ ولكن، العاطفتين: هو المذكور بعدهما نحو: ما الفخر بالمال بل بالعلم، ونحو: ما الفخر بالنَّسَب لكن بالتقوى.
5 ـ والمقصور عليه في تقديم ما حقه التأخير: هو المذكور المتقدِّمُ نحو: على الله توكلنا، وكقول المتنبي: [الكامل]