فصل حروف الاستفهام
الهمزه و هل و لهما صدر الكلام و تدخلان على الجمله الاسميه و الفعليه نحو ا زيد قائم و هل قام زيد و دخولهما على الفعليه اكثر لان الاستفهام بالفعل اولى و قد تدخل الهمزه فى مواضع لا يجوز دخول هل فيها نحو ا زيدا ضربت و ا تضرب زيدا و هو اخوك و ا زيد عندك ام عمرو و ا و من كان و ا فمن كان و لا تستعمل هل فى هذه المواضع و هيهنا بحث
فصلحروف الشرط
ثلثه ان و لو و اما و لها صدر الكلام و تدخل كل واحد منها على الجملتين اسميتين كانتا او فعليتين او مختلفتين فان للاستقبال و ان دخلت على الفعل الماضى نحو ان زرتنى فاكرمك و لو للماضى و ان دخل على المضارع نحو لو تزرنى اكرمتك و يلزمها الفعل لفظا كما مر او تقديرا نحو ان انت زائرى فاكرمتك و اعلم ان ان لا تستعمل الا فى الامور المشكوك فيها مثل ان قمت قمت فلا يقال آتيك ان طلعت الشمس و انما يقال آتيك اذا طلعت الشمس و لو تدل على نفى الجمله الثانيه بسبب نفى الجمله الاولى كقوله تعالىلو كان فيهما الهه الا الله لفسدتا .
و اذا وقع القسم فى اولالكلام و تقدم على الشرط يجب ان يكون الفعل الذى يدخل عليه حرف الشرط ماضيا لفظا نحو و الله ان اتيتنى لاكرمتك او معنى نحو و الله ان لم تاتنى لاهجرنك و حينئذ يكون الجمله الثانيه فى اللفظ جوابا للقسم لا جزاء للشرط فلذلك وجب فيها ما يجب فى جواب القسم من اللام و نحوها كما رايت فى المثالين اما ان وقع القسم فى وسط الكلام جاز ان يعتبر القسم بان يكون الجواب باللام له نحو ان تاتنى و الله لاتيتك و جاز ان يلغى نحو ان تاتنى و الله اتيتك .
و اما لتفصيل ما ذكرمجملا نحو الناس شقى و سعيد اما الذين سعدوا ففى الجنه و اما الذين شقوا ففى النار و تجب فى جوابه الفاء و ان يكون الاول سببا للثانى و ان يحذف فعلها مع ان الشرط لا بد له من فعل ليكون تنبيها على ان المقصود بها حكم الاسم الواقع بعدها نحو اما زيد فمنطلق تقديره مهما يكن من شىء فزيد منطلق فحذف الفعل و الجار و المجرور حتى بقى اما فزيد منطلق و لما لم يناسب دخول الشرط على فاء الجزاء نقل الفاء الى الجزء الثانى و وضعوا الجزء الاول بين اما و الفاء عوضا عن الفعل المحذوف ثم ذلك الجزء ان كان صالحا للابتداء فهو مبتدا كما مر و الا فعامله ما بعد الفاء نحو اما يوم الجمعه فزيد منطلق فمنطلق عامل فى يوم الجمعه على الظرفيه
فصلحرف الردع
كلا وضعت لزجر المتكلم و ردعه عما تكلم به كقوله تعالىربى اهانن كلا اى لا تتكلم بهذا فانه ليس كذلك هذا فى الخبر و قد يجىء بعد الامر ايضا كما اذا قيل لك اضرب زيدا فقلت كلا اى لا افعل هذا قط و قد جاء بمعنى حقا كقوله تعالىكلا سوف تعلمون و حينئذ يكون اسما يبنى لكونه مشابها لكلا حرفا و قيل يكون حرفا ايضا بمعنى ان لكونه لتحقيق معنى الجمله
فصلتاء الساكنه
و هى تلحق الماضى لتدل على تانيث ما اسند اليه الفعلنحو ضربت هند و عرفت مواضع وجوب الحاقها و اذا لقيها ساكن بعدها وجب تحريكها بالكسر لان الساكن اذا حرك حرك بالكسر نحو قد قامت الصلوه و حركتها لا يوجب رد ما حذف لاجل سكونها فلا يقال رمات المرئه لان حركتها عارضيه لدفع التقاء الساكنين و قولهم المراتان رماتا ضعيف و اما الحاق علامه التثنيه و جمع المذكر و جمع المؤنث فضعيف فلا يقال قاما الزيدان قاموا الزيدون و قمن النساء و بتقدير الالحاق لا تكون ضمائر لئلا يلزم الاضمار قبل الذكر بل علامات داله على احوال الفاعل كتاء التانيث
فصلالتنوين
نون ساكنه تتبع حركه آخر الكلمه و لا تدخل الفعل و هى خمسه اقسام الاولللتمكن و هى ما تدل على ان الاسم متمكن فى مقتضى الاسميه يعنى انه منصرف قابل للحركات الاعرابيهنحو زيد و الثانىللتنكير و هى ما تدل على ان الاسم نكره نحو صه اى اسكت سكوتا ما و الثالثللعوض و هو ما يكون عوضا عن المضاف اليه نحو حينئذ و يومئذ اى حين اذ كان و يوم اذ كان و ساعتئذ اى ساعه اذ كان كذا
الرابع للمقابله
و هو التنوين الذى فى جمع المؤنث السالم نحو مسلمات ليقابل نون جمع المذكر السالم كمسلمين و هذه الاربعه تختص بالاسم الخامسالترنم و هو الذى يلحق فى آخر الابيات و انصاف المصراع كقول الشاعر اقلى اللوم عاذل و العتابا و قولى ان اصبت لقد اصاباو كقوله يا ابتا علك او عساكا و قد يحذف التنوين من العلم اذا كان موصوفا بابن مضافا الى علم آخر نحو جائنى زيد بن عمرو
فصلنون التاكيد و هى نون وضعت لتاكيد الامر و المضارع اذا كان فيه طلب بازاء قد لتاكيد الماضى و هى على ضربين خفيفه اى ساكنه و ثقيله اى مشدده و هى مفتوحه ان لم يكن قبلها الف نحو اضربن و اضربن و اضربن و الا فمكسوره نحو اضربان و اضربنان و تدخل على الامر و النهى و الاستفهام و التمنى و العرض جوازا لان فى كل منها طلبا نحو اضربن و لا تضربن و هل تضربن و ليت تضربن و الا تضربن
و قد يدخل النون على القسم وجوبا لوقوع القسم على ما يكون مطلوبا للمتكلم غالبا فاراد ان لا يكون آخر القسم خاليا عن معنى التاكيد كما لا يخلو اوله منه نحو و الله لافعلن كذا و اعلم انه يجب ضم ما قبلها فى الجمع المذكر نحو اضربن لتدل على واو الجمع المحذوف و كسر ما قبلها فى الواحد المؤنث المخاطبه نحو اضربن لتدل على الياء المحذوفه و الفتح فيما عداها اما فى المفرد فلانه لو انضم لالتبس بالجمع المذكر و لو كسر لالتبس بالمخاطبه و اما فى المثنى و جمع المؤنث فلان ما قبلها الف نحو اضربان و اضربنان و زيدت الالف فى الجمع المؤنث قبل نون التاكيد لكراهه اجتماع ثلاث نونات نون المضمر و نون التاكيد
و نون الخفيفه لا تدخل على التثنيهاصلا و لا فى الجمع المؤنث لانه لو حرك النون لم يبق على الاصل فلم يكن خفيفه و ان ابقوها ساكنه فيلزم التقاء الساكنين على غير حده و هو غير حسن .
و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على خاتم النبيين و سيد الوصيين