كشف اللثام لبهاء الدين محمد بن الحسن بن محمد الاصفهاني المعروف بالفاضل الهندي المجلد الاول منشورات مكتبة السيد المرعشي النجفي قم المقدسة - 1405 ه
في ذكر أحوال الفاضل الاصبهاني الشهير بالهندي منقول من كتاب مقابس الانوار للفاضل الوحيد و الشيخ السديد اسد الله الكاظمين في باب ذكر الكني و الالقاب و منها الاصبهاني للعالم العامل الفاضل الكامل المحقق النحرير الفقية الدقق الحكم المتكلم المتبحر العزير النظير الحائز لمجامع الفضائل و الماثر و بدائع المكارم و المفاخر الفائز بأقصى مراتب الافاضل الا فاخر و مزايا الاكارم و الاكابر من الاوائل و الاواخر الالمعي الموزعي الاوحدي المؤيد المسدد بلطف الله الصمدى المولى بهاء الدين محمد بن الحسن الاصبهانى الشهير بالفاضل الهندي افاض الله عليه بشئابيب فضله الابدي و كان مولده سنة اثنين و ستين بعد الالف و نشوه في بدو امره حال صغره في بلاد الهند و لذا نسب إليها و جرت له فيها مع المخالفين مناظرة في الامامة معروفة على الالسنته و قصته عجيبة مع فرد لبعضهم اسطع من الادلة و اقطع من الالسنة و صنف من أوائل دخوله في العشر الثاني كتب و رسائل و تعليقات في العلوم الادبية و الاصول و الدينية أو الفقهية ايضا منها ملخص التلخيص و شرحه كلاهما
مجلد صغير جدا و هو موجود عندي و لعله أول مصنفاته و فرع من المعقول و المنقول و لم يكمل ثلث عشر سنة كما صرح به نفسه به و هو صاحب المناهج السوية في شرح الروضة البهية رايت جملة من مجلداتها في العبادات و هي مبسوطة مشخنة بالفوائد و التحقيقات و تاريخ ختام كتاب الصلوة فيها سنة الثماني و الثمانين بعد الالف و يكون عمره ح خمسا و عشرين سنة و له ايضا كشف اللثام عن قواعد الاحكام شرع فيه من النكاح و أنهاه إلى الختام يسلك فيه النمط الاوسط الذي هو اقرب إلى الاختصار ثم بدا من الاول مع استيفاء للمهم من الادلة و الاقوال و لا سيما أقوال القدماء الابرار و لم يبرز منه فيما وجدناه و نقل الا الطهارة و الحج و كذا الصلوة الا انها ناقصة و له ملخص الشفاء لا بن سينا و لعله لم يتم ايضا و لم اقف على ذلك و قد اتفف لم من مبادي الحال جملة مما يقرب مما اتفق له من الاحوال لكنه عاقني على بلوغ المرام صوارف الزمان و حوادث الدهر الخوان و قلما فارقتى إلى هذا الاوان و الله المستعان و اليه المشتكى و عليه التكلان
6 هذا الكتاب الموسوم بكشف لثام الابهام في شرح قواعد الاحكام للامام الهمام العالم الالمعي و المحقق اليلمعي الفاضل الاصفهاني الشهير بالفاضل الهندي رحمة الله عليه و على سائر الفقهاء الكرام و العلماء الاعلام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي شرع لنا الدين و رفع قواعده و سهل شرائعه و موارده و اوضح مناهجه و معاهده و أحكم احكامه و عظم مشاعره و مشاهده و رفع قصوره و بين ظهوره فضرب الارض بجرانه و سطع الانام بين هانه و فصح لسانه و اتضح بيانه و أشرق زمانه و طربت الحانه و امتلات دنانه و امتدت اشطانه و اشتدت الحنانه و اعتلى بنيانه و اعتمرت أركانه و امتنعت حصونه و ارتفعت شئونه و اقتوت أشجاره و ارتوت ازهاره و بسقت نخيله و سهلت سبيله و ساغ سلسبيله و تفرعت اغصانه و تشعبت افنانه و تطاولت اشجانه و علا مناره وجلا نهاره وحلا ثماره و لان شعاره وراق دثاره و زخرت بحاره و تضاعفت أنواره و ا صلوة على خير من انبعثه من الانبياء و أفضل من اختاره من ذواته العليا اقدمهم نبوة و أعظمهم فتوة و اكدهم مروة و اسماهم سموا و أعلاهم علوا و من تلاه من شهوده تلو و يالو فى اعلاء الدين الا مازتبنت السماء بنجومها و صينت برجومها و دارت بأيامها و ساوت باعوامها و ما حدت الارض بنجومها و انطبعت برسومها و وتدت باوتادها و أقمت باطوادها اما بعد فهذا ما اشتدت اشواقكم اليه و قصرت هممكم عليه و عكفت قلوبكم لديه و طال ماظلتم ملحين فيه على مائلين له بين يدى صافين لاجتنا ثمر الاسعاف حوالى مستمطرين و بلى مستمسكين بذيلى مستنفرين لرجلى و خيلى مستدرين طبعي مستبذلين وسعى من كشف لثام الابهام و ظلام الاوهام عن وجوه خرائد قواعد الاحكام ليشخنا الامام الهمام علامة علماء الاسلام رضوان الله عليه و على سائر علمائنا الكرام على غاية من الايجاز لا بحيث ينتهى إلى الالغاز و ادراج في يسير من الالفاظ معاني طويل الذيول و الا عجاز مع استيفاء للاقوال و ما استندت اليه و إبانته عما ينبغى التعويل عليه و تنقيح للمسائل و تهذيب للدلائل nو اجتلاء للمعقائل و اقتناء للمحضائل و هتك للخدور و رفو للغطور و جبر للكسور و شرح للصدور و تكميل غر القصور و تقوية غر الفتور و تسهيل للوجود و رياضة للضغاب و تقوم للشعاب و هداية للصواب في كل باب و ابتدات بالنكاح و انتهينا إلى اخر الكتاب لما لم يتفق لتلك الكتب شرح يكشف عنها النقاب و يرفع عن معضلاتها الحجاب فخان ألان ان اخذ في شرح الصدر بشرح الصدر و با اتمام البدر كما يتم القمر في منتصف الشهر مستعينا بالله متوكلا عليه مستمحيا من فضله التوفيق للاكمال مبتهلا اليه قال الصدر رفع الله مقامه و ضاعف اكرامه بسم الله الرحمن الرحيم اصنف و اكتب أو اشرع فيه اى متلبسا أو مصحوبا به اى ذاكرا له لو بلاستعانة به كانه لا يتيسر بدون ذكره كما لا يتيسر بدون القلم و قد أراد بالاسماء الثلثة المسمى اى بإسم هذا الذات الذي كذا و كذا اى الذات الموسوم بالله الموصوف بالرحمن الرحيم و لكن ذكرها اغنى عن ذكر اسم اخر فهي باعتبار المسمى عن مدلول الكلام و باعتبار أنفسها مصداق مدلوله و يحوز ان لا يراد بها الا الالفاظ و يكون اضافة اسم إليها كما في يوم الاحد و شجر الادراك فانه اسم جنس يشمل ما فوق الواحد و يجوز ان يراد بالله الذات و بالاخرين اللفظ و على الاول فالمحققون على ان الرحمن ايضا اسم الذات كالله و ان لفظه هنا بدل من الله و لذا قدم على الرحيم لكونه صفة فاندفع السوأل عن جهة تقديمه مع انه ابلغ الحمد لله يحتمل الاخبار عن كونه محمودا و عن حمده له و الانشاء لحمده على سوابغ النعماء نوامها nواسعاتها و النعماء مفرد كالنعمة و بمعناها و ترادف الالاء و هي جمع إلى بمعنى النعمة و لم يظهر لي فرق بينهما و ان قيل باختصاص الالاء بالنعم الباطنة و مع الترادف لا اتحاد بين القرينتين فانه حمده على نفس النعم ثم على ترادفها ثم ذكر أعاظم النعم المترادفة المشعرة بما يسبقها من نعم الوجود و العقل و الفهم و القدرة و القوة فان ذكر النعم من الشكر عليها و فيه تذكير اللغير و حثا له على الشكر فقال المتفضل يحتمل الوصف و القطع اى هو المتفضل يحتمل الوصف و القطع اى هو المتفضل أو لعينه أو اخصه بإرسال الانبياء الارشاد لدهماء اى جماعة الناس أو الثقلين إلى ما لا يبلغه عقولهم أو ضلوا عنه و المتطول بنصب الاوصياء للانبياء لتكميل الاولياء اى أوليآء الانبياء أو الاوصياء فانهم أخذوا أصل الدين من الانبياء و تكملهم الاوصياء بالتفهيم و التفريع و تعليم ما لم يأخذه منهم و لذا ذكر التكميل و قد سأل رحمه الله عن ذكر التفضل و التطول مع وجوبهما على الله عندنا فأجاب بأنهما يتوقفان على الخلق و الاقدار و تكميل العقول لينتفعوا بهما و يستاهلوا للنعيم المقيم و رفع الدرجات و كل ذلك تفضل منه ( تع ) و تطول فيهما كذلك و ان وجبا بعد ذلك فكانه قيل انه ( تع ) تفضل بالتاهيل لارسال الرسل إليهم و نصب الاوصياء لهم و يمكن بالجواب بان الارسال انما يجب للتعريض للثواب و التحذير من العقاب